مجزرة تل تمر
رغم الهزات التي تعرضت لها هذه البلدة، لكنها ظلت صامدة بعزيمة نسيجها الاجتماعي المختلط وتكاتفهم، فمرّت الهجمات كغيمة صيف، وعاد النازحون إلى قراهم وبيوتهم بعد أن شعروا بأمان يتغلغل في نفوسهم وساد الهدوء في أرجاء المنطقة، ولكن لم يكن هؤلاء الناس الأبرياء يعلمون بأن هذا الهدوء قد يكون هدوءاً يسبق العاصفة، ففي مساء يوم الجمعة 10/12/2015م سمع الناس دوي ثلاثة انفجارات قوية هزت تل تمر وما حولها، لتزيد ليل الشتاء البارد حلكة وقسوة، فالأشلاء متناثرة والجثث مكدسة، واختلطت دماء النسيج الاجتماعي لهذه البلدة بترابها لتعطر أوراق الشجر المتساقطة حزناً على الضحايا والأبرياء الذين تجاوز عددهم الثلاثين شهيداً، من آشوريين وأكراد وعرب، ولكن سرعان ما أخذت الآلات التي هرعت إلى البلدة بالتنظيف وإزالة الركام بعد أن قام الأهالي بكل مكوناتهم بانتشال الشهداء والجرحى ونقلهم إلى المراكز الطبية والمستشفيات في أرجاء المحافظة، ولم تكد هذه البلدة الجريحة أن تنتهي من تضميد جراحها ولملمة أشلائها حتى عادت الحياة إلى طبيعتها السابقة، وأخذ الأخ يساعد أخاه والجار يساهم في بناء بيت جاره، فهذه الهجمة لم تزد أهل بلدة تلم تمر إلا تماسكاً وقوة وإصراراً على التآخي والتعاون والمحبة، هذا النسيج الاجتماعي الذي جعلنا صامدين في هذا الوطن نكافح الإرهاب بكل الوسائل المتاحة لدينا جنباً إلى جنب.