خذ الحياة الى حيث تريد

د. عبادة دعدوش:

كثيراً ما تُعاكسنا تيارات الحياة وتأخذنا في اتجاهات لا نرغب فيها، وتفرض علينا ظروفاً تجعلنا مُضطرين إلى التكيّف والاستسلام لها.

ولكن، هل هذا هو الحل؟ هل نستسلم للظروف بأن نجعل الحياة تتحكّم بنا؟ هناك مقولة تحمل خلاصة فلسفية تدفعنا للتفكير بطريقة مختلفة تماماً، مثلما تدفعنا للسيطرة على حياتنا بدلاً من أن تُسيطر علينا، تدفعنا لأن نصنع فرصنا بدل أن ننتظر الحظوظ وصدقات الآخرين والفرص العشوائية، هذه المقولة هي: (لا تذهب إلى حيث تأخذك الحياة، بل خُذ الحياة إلى حيث أنت ذاهب).

إن هذه العبارة تحمل في طيّاتها الكثير من الحكمة والفهم، فهي تدلُّ على أهمية تحديد أهدافنا وتوجهاتنا وعدم السماح للظروف الخارجية مهما بلغت من قوة وشدّة بالتحكّم في مصائرنا. إنها دعوة لنكون قادةً في حياتنا، لنتولّى مسؤوليتنا بكل جديّة وتصميم.

لذا، دعونا نستلهم من هذه الحكمة ما يدفعنا لتحدي أنفسنا، فتكون المحرّك الحقيقي لحياتنا، لا نبقى كالمارّة فيها بلا هدف وإرادة.

أهمية وضع الأهداف وتحديدها:

عندما نتأمّل في هذا الاقتباس، ندرك أهمية وضع الأهداف في حياتنا، وأنها كالبوصلة التي توجهنا في الاتجاه الصحيح، كما تُمكننا من تحديد مسارنا الذي نسعى للسير فيه بإصرار وثبات. عندما نُحدّد أهدافنا بوضوح، نصبح قادرين على تحديد مصيرنا وتشكيل مستقبلنا بناء على رؤية واضحة.

السيطرة على حياتنا:

إذا كانت الحياة تحملنا عبر رحلة غامضة، فإن قوتنا الحقيقية تكمن في القدرة على السيطرة على هذه الرحلة. نحن من يُقرّر مسارنا ويُحدّد وجهتنا النهائية. عندما نتّخذ القرار بأن نكون أكثر من مجرّد مسافرين عابرين في هذا العالم، نبدأ في تحقيق إمكاناتنا الحقيقية ونصبح الرواد في سفرنا الشخصي نحو النجاح والسعادة.

السعي نحو الإنجاز والابتكار:

إن صياغة أحلامنا وتحقيق أهدافنا ليس بالأمر السهل، ولكن عندما نتّخذ القرار بأن نأخذ الحياة باتجاهنا فإننا نثبت لأنفسنا أننا قادرون على تحقيق المستحيل. فالجرأة على مواجهة التحديّات واستكشاف العالم بفضول يمكن أن تُمهّد الطريق نحو تحقيق النجاح والحضور الشخصي.

ولنتذكّر دائماً أن الحياة هي مغامرة نحن الروّاد فيها، ولذلك علينا أن نتقدم بخطاً ثابتة وواثقة نحو تحقيق أحلامنا والوصول إلى أهدافنا. إنها رحلة قد تكون مليئة بالتحديّات والعقبات، لكن عندما نحمل بداخلنا إرادة قوية وثقة لا تلين، فإننا نستطيع أن نأخذ الحياة باتجاه سُفُننا ومسارات حياتنا .

العدد 1107 - 22/5/2024