في ذكرى سعد الله ونوس

سنبقى محكومين بالأمل!

(بالكتابة نقاوم الموت وندافع عن الحياة).. هذه الجملة التي قالها المسرحي السوري سعد الله ونوس هي خلاصة لرحلة حياته التي كانت مثالاً يحتذى به في فعل المقاومة لموت الإنسان في حياته؛ إذ ظل سعد الله ونوس طوال حياته وحتى لحظاته الأخيرة التي اشتد عليه فيها المرض مقاوماً للاستسلام والضعف بكتاباته المسرحية التي شكَّلت صرخة من ضمير مثقف عربي ضد خنوع المثقفين والفنانين واستسلامهم لعوالمهم الخيالية البعيدة عن هموم الواقع.

.. مسرح سعد الله ونوس لا يدغدغ مشاعر المتلقي بقدر ما يخاطب وعيه، ويحرض فعله، ويعلي طاقات التغيير لديه، ولذا هو ليس بحاجة إلى استجداء مشاعر هذا المتفرج بقدر ما هو بحاجة إلى ضمان فهمه، وكسب تجاوبه، ولا سبيل أنسب إلى ذلك من دمج مكونات موضوعاته الجادة بمكونات أخرى ساخرة، تأتي بمثابة الجرعة المنبّهة، والصرخة المستنكرة.

ومن أجمل ما قال:

– إننا محكومون بالأمل، وما يحدث اليوم لا يمكن أن يكون نهاية التاريخ!

سعد الله ونوس، في ذكرى رحيلك… لروحك السلام!

 

 

العدد 1105 - 01/5/2024