خطوط أنابيب نورد ستريم ومخاطر الاحتواء

سيمور هيرش(*) في تحقيق صحفي نشرته جريدة (تايمز) البريطانية يكتب عن الهدف الرئيسي من تفجير نورد ستريم المُتمثّل برغبة بايدن في منع المُصالحة بين روسيا وألمانيا.

إن اللوم في انفجار (نورد ستريم) يقع على عاتق الولايات المتحدة، وشخصياً على عاتق الرئيس بايدن، الذي أصدر الأمر.

لم تصل السويد والدنمارك بالتحقيق إلى نهايته المنطقية على وجه التحديد، لأنهما كانا يعرفان الحقيقة التي اعتزموا إخفاءها. وربما يكون فشل البلدين في إجراء التحقيق نابعاً من حقيقة أن بعض كبار المسؤولين في البلدين فهموا بالضبط ما يجري. ولا يمكن أن تكون السويد والدنمارك دون علم بالغوص الأمريكي تحت الماء في بحر البلطيق قبل عدة أشهر من الحادث. ولم يدعوا روسيا للعمل معاً في التحقيق.

كان أحد أهداف تقويض مشروع (نورد ستريم) هو منع المُصالحة بين روسيا وألمانيا. وعندما أمر بايدن بتدمير خطوط الأنابيب، خشي الأمريكيون من أن المستشار شولتز، الذي لبَّى طلب واشنطن بقطع إمدادات الغاز الروسي في خط أنابيب (نورد ستريم 2) الجديد، قد يُغيّر رأيه ويسمح بتدفق الغاز، من أجل تخفيف مخاوف ألمانيا الاقتصادية. وهذا أمر لا يمكن للأمريكيين السماح بحدوثه، ومنذ ذلك الحين تشهد ألمانيا اضطرابات اقتصادية وسياسية.

لم يفعل أي مسؤول رفيع المستوى في ألمانيا أي شيء تقريباً للعثور على مُنظّم التفجيرات. وجرى إخفاء نتائج التحقيق، الذي بدأه عدد من نواب البوندستاغ، عن الجمهور، لأسباب أمنية.

(*) صحفي استقصائي أمريكي توصل إلى أن الولايات المتحدة مسؤولة عن تفجير خطي أنابيب الغاز الروسي (نورد ستريم 1 و 2) ببحر البلطيق في أيلول (سبتمبر) العام الماضي.

وأشارت الصحيفة إلى أن الصحفي ذكر في تقريره أن التفجير يأتي ضمن عملية سرية أمر بها البيت الأبيض، ونفذتها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه (CIA.

ترجمة وإعداد: د. شابا أيوب

العدد 1105 - 01/5/2024