بيان من اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي السوري الموحد بعفرين

في العشرين من شهر كانون الثاني عام ٢٠١٨ اجتاح النظام التركي ومرتزقته من الفصائل الإسلامية المسلحة الحدود بين تركيا وسورية (حدود منطقة عفرين) وبدأت طائراته تقصف الكثير من المواقع في منطقة عفرين، وبدأت دباباته ومدافعه تقصف القرى والمدن والبلدات وتتقدم نحو داخل منطقة عفرين دون رادع ولا حساب، وبدا للجميع أن هناك مؤامرة دولية إقليمية على منطقة عفرين مقابل امتيازات ومصالح معينة. لقي الاحتلال التركي مقاومة قوية من قوات الحماية الشعبية ومن شباب المنطقة، وراح ضحية المقاومة كثير من الشباب والشابات، ولكن عدم تكافؤ العدد والعدّة بين الطرفين كان كفيلاً بأن تميل الكفّة لصالح العدو. وبعد ٥٨ يوماً دخلت القوات التركية ومرتزقتها مدينة عفرين وبدؤوا بسرقة كل شيء وجدوه بطريقهم، وتعدّوا على ممتلكات المواطنين الكرد من محتويات البيوت والجرارات والسيارات، حتى الدجاج لم يتركوه ولم يكبروا عليه!

نفّذ النظام التركي أعمالاً ممنهجة بدأت بالتغيير الديموغرافي للمنطقة، بإقامة المستوطنات في أكثر من ٢٢ موقعاً، وخصّصت السكن فيها لأسر ما يسمّى (الجيش الوطني) القادمين من خارج منطقة عفرين، وأُقيمت هذه المستوطنات على أراضٍ وأملاك للمواطنين الكرد. وبدأت الفصائل المسلحة عمليات الاعتقال التعسفي والتعذيب بتهم جاهزة وعمليات الخطف بغاية أخذ الفدية وحتى القتل العمد. وجرى الاستيلاء على مواسم المنطقة من زيت الزيتون وجميع الأشجار المثمرة، حتى السماق وأوراق الكرمة بغية بيعها. وخربت جميع الآثار الموجودة في المنطقة، بدافع تغيير تاريخ المنطقة وتراثها وطمس تاريخها الحضاري.

ثم بدأت بإبادة الغابات الطبيعية في المنطقة، في أكثر من ٤٤ موقعاً، ولم تبقَ ولا شجرة واحدة في مواقع هذه الغابات. وبدؤوا بقطع أشجار الزيتون المثمرة للأهالي وبيعها حطباً ودون واعز أخلاقي. وقد بلغت أعداد أشجار الزيتون المقطوعة في المنطقة أكثر من ٨٠٠ ألف شجرة زيتون، عدا الأشجار المثمرة الأخرى كالجوز واللوز والمشمش والخوخ. وسرقوا سكة القطار من كفرجنّة ولغاية ميدان اكبس، كما سرقوا شبكة الكهرباء والهاتف من أسلاك وحتى الأعمدة.

إن ما جرى في منطقة عفرين، منذ أوائل 2018، وما يجري حتى اليوم، يدخل ضمن سياسة العثماني الجديد أردوغان بحقّ الكرد أينما وجدوا.

في ظل هذا الواقع المزري لمنطقة عفرين نطلب من الحكومة السورية رفع شكوى للأمم المتحدة ومجلس الأمن تتضمن ما يفعله المحتل التركي ومرتزقته في عفرين، لأن عفرين جزء عزيز من سورية ويجب استعادته.

إننا نحيّي صمود أهلنا في عفرين أمام كل هذه التجاوزات، ووقوفهم بشرف على أرضهم في مواجهة المرتزقة الذين يقاتلون دون شرف.

إن اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي السوري الموحد في عفرين ستبقى تناضل، مع أهلنا في عفرين ومع كل السوريين، لإنهاء الاحتلال الصهيوني والأمريكي والتركي للأرض السورية.

عاش نضال أهلنا بعفرين.. وسنعود إليها!

عفرين ٢٠ /١/ ٢٠٢٤

اللجنة المنطقية

للحزب الشيوعي السوري الموحد بعفرين

العدد 1105 - 01/5/2024