أين نحن الآن.. وإلى متى؟!

د. عبادة دعدوش:

لعلَّ ما عاشه الشعب السوري وما يعيشه كفيل بأن يجعل السنوات تمضي وتمضي مع الكثير من الأمنيات والأحلام.

ما مرّ خلال سنوات الأزمة السورية لم يخلق رغم الألم وتردي الوضع الصحي والمعيشي سوى الكثير من الأمنيات التي كانت تُكتب كل عام بقلم سوري نازف وتُخبأ تحت الوسادة لتشرق ذات يوم ويتحقق بعضها. وها قد شارف العام الحالي 2023 على الرحيل بكل ما فيه من مآسٍ وفقر وألم وفقد وحروب، العام الذي كان يأمل منه السوريون أن يحمل معه الفرج وتحقيق للأماني، لكن ومع الأسف كان عام الخيبة، ذهبت أحلامهم أدراج الرياح، وتبدّلت ابتساماتهم لدموع وهموم، فلم يصلوا سوى للمزيد من التغييرات السلبية، والمزيد من الفقد والمزيد من الفقر.

أذكر أنّ أحدهم كتب: (لقد كان عاماً مليئاً بالغلاء والوداع). لا أعرف أي وداع يقصد، وداع مَن تركوا كل شيء وهاجروا، أم وداع الحياة الكريمة والأماني الجميلة. نحن نعلم أن ّما نعيشه الآن ليس بأمنية كتبناها بالأمس ولسنا من اختار الأسى، فهناك مَن يريد العيش وهناك مَن يريد العودة، أليست البلاد هي الأحق بأبنائها، أليست هي الأقوى بعقول وسواعد أجيالها؟

سنودع العام الحالي ونحن نكتب أماني العام القادم، سيستمر حلم السوريين بالحصول على حياة كريمة تنتشلهم من واقع وظروف قاسية دمّرت ما دمّرته من قلوب وأهداف وأحلام، آملين أن يكون هناك حلول مناسبة ليعود لهم الأمل بأن هناك ما يستحق النضال للعيش، حلول يشارك في صنعها الجميع للنهوض بواقع جديد آمن يرتكز على معطيات عاشها السوريون اليوم ممّن عملوا وسعوا واستطاعوا أن يزيدوا من قيمتهم العملية والاسمية، ولو لم يكسبوا مادياً فهم في مرحلة من مراحل الوصول للريادة والنجاح.

لذا سيكون لدينا أمامهم وأمام من لم يعملوا ولم يسعوا للوصول إلى رؤيا طريقين، الأول: الذي يبقى فيه الإنسان مكانه. والثاني: لمن يسعى ويجتهد رغم كل الظروف وسيبقى عليه الاختيار الأنسب.

ربما الطريق سيكون طويلاً، لكن في النهاية سيصل وسيحصد ثمار تعبه وجهده. لا شيء مستحيل ما دامت الإرادة موجودة، ولاشيء سيستمر دون تعاون الجميع لخلق صفحة بيضاء للعام الجديد تخلو من هوامش الأمس .

العدد 1105 - 01/5/2024