وهل ينفع الترقيع.. والأسعار نار.. أم النوم هو الحل؟

السويداء_ معين حمد العماطوري:

يبدو أن العقل الاقتصادي الذي يخطط لتحسين الوضع المعيشي في البلد يغفو بسبات عميق ولا يتطلع إلى الواقع، إلا من خلال الأرقام والأوراق التي تصله من الوزارات والهيئات المعنية، أي من وراء المكاتب (البيروقراطية)، وهو مؤشر أن قانون العرض والطلب فقد مشروعيته العلمية والواقعية في تحديد النظم الاقتصادية والسياسية السعرية التي يجب أن تفرض قوتها على السوق.

وللأسف وزارة الداخلية وحماية المستهلك، بالتعاون مع الوزارات المعنية من الفريق الاقتصادي، ينقضّون على المواطن بلبوس مغلّف بغطاءين: الأول تحميل جميع مقومات الفساد والمفسدين وما يجنونه من نهب لثروات الوطن ومقدراته تحت مسمّى حصار اقتصادي، والثاني العمل على زيادة فقر المواطن وإذلاله تحت مسمّى مؤامرة خارجية.

وفي الحالتين المواطن يعيش كل يوم موتاً جديداً، وإذلالاً بطريقة أحدث من ذي قبل.

وعلى ذِكر الترقيع، تعمل بلدية السويداء على ترقيع الجور الموجودة في الطرق الرئيسية وبعض الشوارع الفرعية، وهذا الترقيع جاء بعد أن اشتكى الناس لما سببته لأصحاب المركبات الخاصة والعامة من خسائر كبيرة جداً في آلياتهم.. إذ تكاد لا تستطيع أن تمر باي شارع ولو كان أوتستراداً إلا وتجد فيه منزلقات مرتفعة دون إشارات تعكس وجودها ليلاً على الأقل، فكل من يدخل إلى المنطقة الصناعية لغرض التصليح يقال له كمن يدخل بيت خالته: (الداخل مفقود والخارج مولود)، لأن المحلات باتت ترفض الإصلاح إلا وفق سعر الصرف وأسعارها في تحليق مستمر وكأنهم طيور جارحة.

أما من جهة تحليق الأسعار، فقد كان الناس يأملون خفض سعر زيت الزيتون هذا العام، لكن حساب سرايا لم يطابق على حساب القرايا، لان اصحاب المعاصر قد جهزوا سياسة مع التجار أيضاً أن المستهلكين لهم في القصاص يا أولي الألباب.

فارتفع سعر تنكة الزيت من ٨٠٠ ألف إلى مليون وستمئة ألف ليرة، يعني الموظف براتبه ٢٢٠ ألف ل. س، يلزمه عامان دون طعام لشراء عبوة زيت.. علماً أن إنتاج الزيت في السويداء تجاوز ١٣٠٠ طن.

لن أتحدث عن قرارات الحكومة اليومية برفع أسعار المواد الغذائية ومشتقات النفط وغيرها.. فهذا من المسلّمات لقدرنا السوري أن نبتلى بحكومة همّها تجويع المواطن وإذلاله، ولا مُنجٍ لنا من قراراتها سوى الله وملائكته من أصحاب عزرائيل.

رحم الله جدتي كانت تقول لنا: يا ستّي، قبل من الفقر كنا نتعشّى النوم!

واليوم نقول لجدّتي: بتنا نفطر ونتغدى ونتعشى النوم!

عملاً بما قاله الشاعر:

ما فاز إلّا النوَّمُ!

عفواً: ما شبع إلّا النوَّمُ!

العدد 1105 - 01/5/2024