يجب إنهاء احتلال فلسطين!

هنا ترجمة وبتصرف للكلمة التي ألقاها هانس أوهرن Hans Öhrn  باسم هيئة التضامن مع سورية خلال المظاهرة الحاشدة التي جرت في ستوكهولم يوم الأحد 19تشرين الثاني (نوفمبر) تنديداً بالمجازر التي ترتكبها إسرائيل في غزة وفلسطين ومبدية التضامن مع الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل فلسطين حرّة:

 

مرة أخرى وجد الغزاة الإسرائيليون أن حدودهم ضيقة للغاية، لذلك شرعوا في حملة إبادة جماعية لتوسيع الإمبراطورية.

ومرة أخرى يتم التذرع بكذبة الحق في الدفاع عن النفس الممجوجة كسبب لتنفيذ هذه الحملة الدموية.

ومرة أخرى، يتم الإشادة بالغزاة الإسرائيليين لشجاعتهم وتصميمهم من قبل مجموعة صغيرة من الدول الاوربية الغربية ووسائل إعلامها.

ومرة أخرى يوصف الذين يتعرضون الآن للإبادة الجماعية بالقتلة المتوحشين والخاطفين والإرهابيين. ثم تصبح الكذبة مفضوحة جداً عند الادعاء إن (حرب إسرائيل ضد حماس) بدأت في 7 تشرين الأول (أكتوبر) من هذا العام. هذا ليس صحيحاً. في الواقع، بدأت الحرب قبل 75 عاماً، وهي ليست حرب إسرائيل ضد حماس، بل حرب مجموعة صغيرة من الدول، وعلى رأسها الولايات المتحدة ومعظم دول أوربا، حرب ضد دول في غرب آسيا وشمال إفريقيا، وهي المنطقة التي لم ينظر إليها دول الغرب وسكانه سوى أنها مورد للنفط ليس غير.

وفي كل مرة تدافع فيها بلدان وشعوب غرب آسيا وشمال إفريقيا عن نفسها، تُستخدم (معزوفة) الاتهامات بمعاداة السامية كذريعة لإظهار مدى خطأ مقاومتها. تجدر الإشارة هنا إلى أن معاداة السامية كما نعرفها، والعنصرية ضد اليهود، هي ظاهرة أوربية خالصة. إنها أوربا التي كانت ثقافة المذابح والمجازر والأفكار العنصرية وأفران الغاز سائدة فيها. وفي أوربا بلغت معاداة السامية ذروتها في الفظائع التي ارتكبتها ألمانيا الهتلرية .

 

أرسلت أوربا بعد الحرب العالمية الثانية، نعم اوربا ، اليهود الذين تمكنوا من النجاة من المحرقة إلى غرب آسيا لإنشاء رأس جسر هناك، كمعقل للاستعمار والإمبريالية الأوربية. وكتعبير عن الشكر، تخلص اليهود الذين قبلوا النفي من الاقامة في الجيتو اليهودي الخاص بهم، وسُمح لهم بأن يصبحوا أوربيين بيضاً.

 

ومنذ ذلك الحين، أصبحت إسرائيل عاملاً مزعزعاً للاستقرار في غرب آسيا وتعرقل التنمية المستقلة في المنطقة وتوالت النكبات والحروب:

نكبة عام 1948، عندما تم طرد 700 ألف فلسطيني من أراضيهم وأجبروا على العيش كلاجئين في ظروف صعبة لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا.

حرب السويس في عام 1956، عندما هدد تأميم الرئيس المصري عبد الناصر لقناة السويس المصالح الأوربية، فهبت إسرائيل للدفاع عن أوربا.

في عام 1967، عندما خافت أوربا من خطر انتشار افكار الوحدة العربية التي كانت تزداد قوة، هبت إسرائيل للدفاع عن (أوربا) والإمبريالية.

وفي عام 1973، عندما قررت الدول المنتجة للنفط فرض رسوم على نفطها، مما يهدد المصالح الاستعمارية والإمبريالية، تدخلت إسرائيل لحماية تلك المصالح.

وفي عام 1982، عندما هددت المقاومة الفلسطينية في لبنان الاستعمار والإمبريالية، خرجت إسرائيل بكامل قوتها العسكرية الهائلة، التي أنشأتها ومولتها أوربا والولايات المتحدة.

 

يا أصدقاء فلسطين، هكذا في كل مرة كان النضال في فلسطين وغرب آسيا يهدد المصالح الإمبريالية في المنطقة،تهب إسرائيل للدفاع عنها.

والآن، في عام 2023، عندما يتعرض النظام العالمي الذي دعمته أوربا والولايات المتحدة لفترة طويلة للتهديد من عدة جوانب، تعود الحروب مرة أخرى. الفرق إذن هو أن الامتيازات التي كانت تتمتع بها ولفترة طويلة الدائرة الصغيرة في الدول الغربية، أصبحت الآن موضع تحدي.

لكن هذه المرة الاحتجاجات تجتاح العالم.

لقد استدعى رئيس تشيلي غابرييل بوريتش سفير بلاده لدى إسرائيل بسبب (الانتهاكات غير المقبولة للقانون الدولي والقانون الإنساني التي وقعت في قطاع غزة(.

كما استدعى الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو سفيره من إسرائيل وأعلن أنه (إذا لم توقف إسرائيل المذبحة ضد الفلسطينيين، فلا يمكننا البقاء هناك(.

ومن جهته أعلن الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا أننا (نشهد الآن للمرة الأولى حرباً أغلبية القتلى فيها من الأطفال(ولخص في كلمة واحدة ما يجب القيام به: توقفوا!).

أما بوليفيا فقد قررت بالفعل قطع علاقاتها مع إسرائيل.

 

اعلنت سورية، وهي نفسها ضحية للقصف غير القانوني المستمر للكيان الاستيطاني الإسرائيلي لأراضيها، أعلنت أن (الجرائم الجديدة التي ارتكبها الكيان الصهيوني تذكّر العالم بالمجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي في دير ياسين وكفر قاسم لترسيخ كيانها المصطنع)ع.)

كما انتقدت سورية مواقف من تسميهم (أعداء الإنسانية) في الولايات المتحدة والدول الغربية بشأن ما يسمى (حق الدفاع عن النفس) للكيان الصهيوني، الذي يسمح للقوات الإسرائيلية بمواصلة تدمير المستشفيات (المدارس) ومخيمات اللاجئين والمنشآت والأحياء السكنية. ومن بين أعداء الإنسانية في اوربا كما تقول سورية، هناك من يصرح إنّ (رد إسرائيل متناسب) هكذا يتحدث وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم.

 

يا أصدقاء فلسطين،

ولذلك كله نرفع صوتنا عالياً، مطالبين:

أوقفوا قصف غزة!

أوقفوا مشاركة السويد في سياسة الإبادة الجماعية الإسرائيلية!

من أجل إنهاء الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي لفلسطين!

عاش نضال فلسطين!

العدد 1107 - 22/5/2024