هل سيطيح (طوفان الأقصى) بنتنياهو ونظام زيلينسكي معاً!؟

رزوق الغاوي:

ما من شك في أن عملية (طوفان الأقصى) النوعية قد غيّرت إلى حدٍّ كبير من قواعد الاشتباك من جهة، ومن جوانب لعبة التعاطي مع النضال الفلسطيني من جهة ثانية، كما غيّرت إلى حدٍّ ما، من نوعية المواقف العربية والاقليمية والدولية (السلبية والايجابية) من القضية الفلسطينية، فقد خلقت تلك العملية في إطار استراتيجية أهدافها، حالةً من الحيرة والقلق لدى الدوائر الغربية ومتفرعاتها في البلدان الني تدور في الفلكين الأمريكي والأطلسي، والتي تواجه مصيراً صعباً ومعقداً مرهوناً بقدرة واستمرارية الدعم الغربي لتلك البلدان، وعلى وجه الخصوص ما يتصل بمستقبل نظام أوكرانيا بتوأمه النازي والصهيوني . في هذا السياق، تبدو أحداث غزة الدراماتيكية المأسوية مرشحة للاستمرار لأمد غير قصير، ما يطرح تساؤلات حول مدى انعكاس تلك الأحداث تعقيداً وصعوبة على نظام زيلينسكي الذي باتت خياراته يناقضُ بعضُها بعضَها الآخر، الأمر الذي أوقع زيلينسكي في (حيص بيص) على ضوء قلقه من بدء انحسار الدعم الغربي لأوكرانيا، وتحويله إلى الكيان الصهيوني، حسب ما أكده رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريل بودانوف، لافتاً إلى معاناة بلاده من شح المساعدات الغربية. في المنحى ذاته ذهبت دوائر دولية لافتة إلى أن عملية (طوفان الأقصى) ورد الفعل الصهيوني الوحشي المستمر عليها ستكون له تداعيات على الكثير من القضايا الدولية المعقدة الراهنة وخاصة في أوكرانيا التي يعيش نظامها حالة متنامية من الخيبة والارتباك والضياع بسبب ذهاب واشنطن وحلفائها الأطلسيين باتجاه مضاعفة اهتمامها ودعمها للكيان الصهيوني (الذي يحرص عليه أصًلا ربيبه النازي زيلينسكي نفسه). على الصعيد ذاته ترى تلك الدوائر أن التزام الولايات المتحدة الأمريكية التقليدي بدعم الكيان الصهيوني من شأنه ان يتحقق على حساب نظام كييف بسبب عدم قدرة الغرب على ضوء الأزمات الاقتصادية المتلاحقة التي أوجدتها العملية العسكرية الروسية الخاصة، حمل أعباء دعم مزدوج للجانبين الصهيوني والأوكراني في وقت واحد، ما رسخ هواجس الرئيس الأوكراني تلك، وخاصة بعد توافق أعضاء الكونغرس الأمريكي الجمهوريين والديموقراطيين على ضرورة توفير الدعم الأمريكي المطلق والمفتوح للكيان الصهيوني، وظهور بوادر انقسام أوربي حول مدى جدوى دعم زيلينسكي على حساب شعوب القارة الأوربية، والتساؤل المطروح الآن : هل سيطيح (طوفان الأقصى) بنتنياهو وزيلينسكي معاً!؟

الأحد 15/10/2023

العدد 1104 - 24/4/2024