التوقيت الصيفي في الشتاء.. هل استفدنا من تطبيقه؟

رنيم سفر:

الشتاء على الأبواب.. وعلى مدار سنين طويلة اعتمد التوقيت الفصلي في سورية، إلا أن هذه العادة تغيرت في العام الماضي ٢٠٢٢.. ففي مثل هذه الأيام أصدر مجلس الوزراء قراراً بإلغاء التوقيت الشتوي، وتم اعتماد التوقيت الصيفي طيلة العام.

بين مؤيدين ومعارضين للقرار، ما بين رؤيته كفائدة ورؤيته بسلبياته، وبعد أن ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بضرورة التراجع عن هذا القرار.. هل سيتم التراجع عنه أم سنعتمده مثل العام السابق؟

اعتدنا طيلة السنين تأخير الساعة 60 دقيقة مع قدوم الشتاء في تشرين الأول ليُعاد تقديمها 60 دقيقة في أول نيسان، إلا أنه في العام الماضي عندما أخّرت هواتفنا الذكية الساعة قمنا بتعديلها وذلك وفق ما صدر عن مجلس الوزراء من قرار إلغاء العمل بالروتين المعهود، واعتماد التوقيت الصيفي بشكلٍ دائمٍ في مثل هذه الأيام من العام الماضي، ومع كل أزمات الشتاء المعتادة من انقطاعٍ دائمٍ بالكهرباء وانعدام سبل التدفئة وندرة المحروقات، نجد أننا أمام صِعابٍ علينا مواجهتها كل فصل شتاء وتخطينا إياها يعتبر معجزة، اختلفت الآراء وانقسمت بين موافقين ورافضين للفكرة بين رؤية القرار كنعمة أم نقمة.

أكدت الجمعية الفلكية سابقاً أن اعتماد التوقيت الصيفي يوفر الطاقة وهو ما نحتاجه اليوم، واعتبر رئيس الجمعية الفلكية محمد العصيري، في تصريحاتٍ سابقةٍ أن لهذا القرار فوائد على مستوى توفير الطاقة وعلى المستوى الاقتصادي وخصوصاً السياحي، لتؤكد الدراسات أن اعتماد التوقيت الصيفي يوفر نحو 3.5 بالمئة من الطاقة نظراً لاستثمار أكبر فترةٍ ممكنةٍ من الإضاءة المستمدة من ضوء الشمس، مضيفاً أن لهذا التوقيت فوائد من الناحية الاقتصادية تتسم بفتح المجال أمام الأسواق والمحال التجارية والفعاليات السياحية، لممارسة عملها لساعات أطول وإتاحة الفرصة للمواطنين لزيارتها بشكل أوسع، هذه الخطة المفيدة التي بني القرار وفقاً لها ولكن الرؤية أغفلت بضعة جوانب، فما اعتدنا عليه تغير بلحظة ووضعنا أمام الأمر الواقع، أصيب العديد بالاضطراب نتيجة إلغاء التوقيت وارتبك الكبار والصغار، فأطفال المدارس يذهبون طلباً للعلم في وقت مظلم لم تتسلسل أشعة الشمس بَعدْ لتعلن يوماً جديداً، فكيف لطفل أن يذهب لمدرسته هكذا؟! لامست هذه المشكلة طلاب الجامعات أيضاً، نظراً لصعوبة المواصلات فالذهاب باكراً هو الحل ولكن مع هذا التوقيت يصبح الأمر صعباً وإنارة الهواتف (كشافات) كانت الحل لديهم، هذا التوقيت جلب فوضى في داخلنا ولم نجد منه أي فائدة تُذكر سوى الارتباك الحاصل.

نعلم أن ثبات الوقت يساوي استقرار الحياة وعند تغيّر هذه القاعدة وشعورنا بتغيير لا حاجة له بنظرنا، نجد أن عاداتنا تغيرت وهناك صعوبة بالتأقلم مع التوقيت الجديد، صعوبة لامست الجميع وهمسات بين بعضنا البعض ما إذا كان بالإمكان التراجع عن القرار هذا العام والعودة كما كنا أو إيجاد حل لمشكلة الذهاب للمدارس والجامعات.

العدد 1105 - 01/5/2024