الخمس الثري لا يحتاج الحكومة!

خطوط كهربائية ذهبية، وأخرى فضية، بنزين أوكتان (95)، مازوت بالسعر الحر، جواز سفر فوري، خبز سياحي أبيض، مزادات للسيارات بأرقام فلكية، أقسام خاصة في مشافي الدولة.. واحتياجات أخرى تلبيها الحكومة لمَن؟

إنها للمقتدرين.. للأثرياء (بغضّ النظر عن مصادر ثرواتهم) بأسعار مرتفعة، في الوقت الذي يعاني فيه أربعة أخماس السوريين الآخرين فقدان هذه المستلزمات والخدمات!

المبدأ العام في العدالة الاجتماعية وخاصة خلال الأزمات: توزيع الاحتياجات الضرورية للجميع دون (خيار وفقوس)، والوضع الاستثنائي لأكثرية الشعب السوري بعد انحدارها لهاوية الفقر، يتطلب التخفيف من مآسيها، لا الانحياز إلى الخُمس الثريّ الذي يستطيع تلبية احتياجاته دون (رعاية) الحكومة)!

انتشار خدمات الحكومة والقطاع الخاص والمستثمرين لهذه النخبة، وآخرها بيع الكهرباء (الأمبيرات) لمن يدفع، يسبب مزيداً من الألم والقهر لمن أصبحوا بلا جيوب!

السؤال الآن، في ظل تقطير الحكومة المشتقات النفطية اللازمة للتدفئة والكهرباء والنقل، كيف سيؤمّن هؤلاء المستثمرون (المحظوظون) المازوت اللازم لمولداتهم التي ستزأر في شوارع المدن الكبيرة والصغيرة؟ ومن سيحاسبهم عن الأسعار التي يفرضونها على هذه الخدمة؟

ماذا بعد أيها السادة؟!

ماذا في جعبتكم كي تزيدوا الهوّة بين الأكثرية التي تبحث عن رغيف، وأقلية تستعرض بذخها؟

(النور)

العدد 1105 - 01/5/2024