في حوار مع قناة (روسيا 1).. الرئيس الأسد: الديمقراطية عند الغرب هي أن تكون عميلاً لهم!

أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن (الديمقراطية عند الغرب هي أن تكون عميلاً لهم)، لافتاً إلى أن السياسة الغربية مبنية على الكذب والخداع.

وفي حوار متلفز مع قناة (روسيا 1)، رد الرئيس الأسد على سؤال: (يقول الغربيون – أمريكا والناتو- سنأتي بالحرية والازدهار والديمقراطية، وعندما كنتُ في حلب، رأيت الناس الذين يحتاجون للمساعدة بسبب الزلزال، ولكن لم أرَ هناك لا الأمريكيين ولا الناتويين، ماذا تفعل أمريكا والناتو على الأراضي السورية؟ من يساعدون؟).

وأجاب الرئيس الأسد قائلاً: (الجواب موجود في سؤالك، ماذا فعلوا؟ كل ما قاموا به هو عكس ما يتحدثون به من مبادئ إنسانية مزيفة، أعتقد أن براعة الغرب هي أنهم أعطونا مصطلحات، ولكن وضعوا مضموناً لهذه المصطلحات بطريقتهم، وجزء كبير من العالم صدّق هذه المصطلحات، فمصطلح الحرية مصطلح جميل، لكن يمكن أن تكون الحرية هي حرية الإنسان في أن يقتل الآخرين، حرية الإنسان في أن يخرب الحرية، أن يقوم بكل شيء سيّئ، فهذا المصطلح الجميل يمكن أن يكون له مضمون قبيح. الشيء نفسه فيما يتعلق بالديمقراطية).

وأضاف الأسد: (الديمقراطية هي مشاركة أكبر عدد من الناس في القرار الوطني، بالنسبة لهم الديمقراطية هي أنه لك حرية وحيدة فقط.. أن تقبل بمفاهيم الليبرالية الحديثة التي يريدون أن يفرضوها عليك.. هذه هي الديمقراطية أن تقبل بما يريدون، أن تكون عميلاً لهم، عندئذٍ ستُصَنّف أنك ديمقراطي).

وأكمل: (المصطلحات الغربية هي مصطلحات زائفة، والسياسة الغربية مبنية على الكذب والخداع، وفي أفضل الدول الغربية إن كنت صادقاً، ربما تخرج من السياسة).

وقال الرئيس الأسد عن علاقته بالرئيس بوتين وروسيا (التقيت بالرئيس فلاديمير بوتين أول مرة عام 2005، أي تقريباً منذ 18 عاماً.. اللغة نفسها التي تحدثنا بها في ذلك الوقت تحدثنا بها اليوم، والرئيس بوتين وأنا واضحان وصريحان باللغة الخاصة والمعلنة).

وأضاف الأسد: (هنالك ثقافة روسية بعيدة عن ثقافة الاستعمار والاستعلاء والغرور، تقوم على احترام الآخرين.. هذه ثقافة شعبية، وعندما تنعكس هذه الثقافة في العمل السياسي، سيكون هنالك استقرار وثقة واحترام في العلاقة).

وأردف: (لم نشعر في يوم من الأيام حتى عندما كنا نتعامل مع الاتحاد السوفييتي بأننا نتعامل مع دولة تختلف عنا.. العلاقة بيننا وبين روسيا أو الاتحاد السوفييتي سابقاً هي أنهم يبحثون عن أصدقاء، والصديق لكي يكون مفيداً لك يجب أن يكون قوياً وليس ضعيفاً.. هنا نستطيع أن نفهم العلاقة بيني وبين الرئيس بوتين، تنطلق من هذه الصورة الكبيرة، من الصورة القديمة التي عمرها الآن حوالي سبعة عقود، فإذاً المنطق الروسي هو مناقض تماماً للمنطق الغربي الذي يريد دولاً تابعة له ولو على حساب مصالحها).

وعن شيطنة الغرب لروسيا وقبلها سورية، أوضح الرئيس الأسد قائلاً: (لدينا ولديكم تجربة طويلة ولكن البعض لا يراها.. من الخطأ أن نعتقد أن مشكلة روسيا مع الغرب بدأت بموضوع أوكرانيا أو بموضوع جزيرة القرم، مشكلتهم مع روسيا عمرها 300 عام من أيام بطرس الأكبر، والمطلوب من روسيا أن تكون دولة تابعة صغيرة ضعيفة.. هذا طلب أكيد، والبعض في روسيا راهن على الغرب.. أعتقد أن روسيا عندما تتنازل للغرب لن تكون مرتاحة، فإذاً، هدف تقسيم روسيا وإضعافها هو هدف غربي دائم عمره 300 عام).

وأكمل الرئيس الأسد: (الشيء نفسه بالنسبة لنا في سورية.. استعمرت الدول الغربية منطقتنا سواء كانت بريطانيا وفرنسا، أو الآن أمريكا تحتل أراضي سورية.. لم يتغيروا ولم تتغير السياسة، وبعد خروجهم لم يتغيروا حتى في مفاوضاتهم الاقتصادية.. هم يهدفون لشيء واحد، وأنا أتحدث عندما كنا نفاوضهم حول اتفاقية الشراكة الأوربية، كانوا يريدون أن يأخذوا كل شيء من سورية ويقدموا لها النزر البسيط، أي ضد مصلحتنا، ولذلك رفضنا التوقيع على تلك الاتفاقية حينها).

وتابع: (ماذا يجب أن نفعل؟ يجب أن نكون أقوياء فقط، أنت تعيش في غابة، والأقوى في الغابة يأكل الآخرين، ولا يوجد قانون دولي.. هو على الورق فقط.. أنت في عالم الأقوياء هذا هو الحل الوحيد، وكنت أتمنى أن أقول إن هناك حلولاً أخرى، ولكن سأخدعك بمثل هذا الكلام).

العدد 1107 - 22/5/2024