رسالة مواطن إلى المرشّحين

إيلي نمر:

أيها المرشّحون الأكارم!

أنا المواطن العادي الذي سيضع بعض أسمائكم في صندوق الاقتراع كواجب وطني.. عذراً، إني لا أضع لكم بياناً انتخابياً، إنما أذكّر فالذكرى تنفع المؤمنين.

في مطلع القرن الماضي، ناضل أجدادنا ضدّ الاستعمار العثماني ثم الغربي، قدّموا قرابين الفداء على مذبح الحرية، فاستشهدوا في الساحات، وفي الخمسينيات والستينيات (مجزّئين مقطّعي الأوصال)، وكانت أحلامنا وشعاراتنا توحيد الوطن العربي.. ظهرت الغطرسة الصهيونية والاستعمار العالمي كالذئاب لنهش سورية التي صمدت وحيدة حتى يومنا، ولم يبقَ في الساحة إلا سورية وحلف المقاومة، والمقاومة هي الحل الوحيد لقضايانا، من منطقنا العميق وإيماننا بوحدة المصير، وواجبنا الإنساني يفرض علينا الوقوف إلى جانب حكومتنا جنباً إلى جنب متناسين عدم وقوفها إلى جانبنا في شتّى المجالات، وتعلمون أنها فارضة علينا عيشة التقشف، والمواطن المعثّر طول عمره عايش بتقشّف في أحسن الأحوال. وفي كلّ مؤتمر صحفي، المسؤول يطمئن الشعب بإنجازات عظيمة لا تخدم سوى الطبقة العليا، أما الطبقة المسحوقة الفقيرة فقد قررت الدولة إيقاف التبذير والإسراف، فخفّفت الدعم عن المواد الضرورية كالسكر والرز والغاز المنزلي ومازوت التدفئة، لمنح التجار مزيداً من الاحتكار والامتيازات وتفعيل التجارة مع دول الجوار بالاستيراد فقط.

أيها المرشحون!

هذه المجالس تجربة رائدة في خدمة الشعب، ولذا من دون أن تحملوا كاشفاً ضوئياً أو منظاراً مكبّراً، زوروا البيوت والساحات والمقاهي ومُرّوا على ازدحام مواقف النقل الداخلي، لتسمعوا هذه الهموم.

إنكم تحت الاختبار، فهل أنتم قادرون على رفع الحيف عن الشعب؟!

شمّروا عن سواعدكم، والشعب سيكون داعماً لكم.. وسنرى.

 

العدد 1105 - 01/5/2024