التسييس الديني والخطط البيولوجية آخر الأوراق الأمريكية في أوكرانيا

رزوق الغاوي:

المؤامرة الأمريكية البريطانية الغربية الكبرى الحالية على روسيا، نُسجت في أوكرانيا بلبوس كنسي أرثوذوكسي، بدأت خيوطه تنكشف وتظهر للعلن منذ اللحظات الأولى لافتعال الانشقاق غير المبرر داخل الكنيسة الأرثوذوكسية الأوكرانية، عن الكنيسة الأرثوذوكسية الروسية، بتخطيطٍ استخباريٍ أمريكي غربي، وتشجيع ورعاية صريحة وعلنية من بطريرك القسطنطينية التركي برتلماوث، الذي بات أداة طيعة بأيدي أركان الإدارة الأمريكية والاستخبارات المركزية الأمريكية وأوامرهما.

ما يعنيه ذلك: الشروع في استفزاز روسيا ومضايقتها، وخاصة من خلال المساعي المشبوهة للبطريرك التركي الرامية إلى ضم جميع الكنائس الأرثوذوكسية إلى الكنيسة الكاثوليكية، وتوظيفها تالياً في خدمة المصالح الإمبريالية الغربية والتركية.

هذا التسييس الديني والشحن الطائفي والمذهبي يتأكدان من خلال الممارسات اللاأخلاقية التي يقوم بها المنشقون الأوكرانيون بالاعتداء على الكنائس الأرثوذوكسية واختطاف كهنتها بغطاء علني من حكومة كييف النازية وتحت حمايتها الصريحة المباشرة.

ولعل من المفيد استذكار تاريخ الصراعات الدينية والمذهبية المفتعلة وغير المبررة بين الكنائس المسيحية في القارة الأوروبية والتي تم تأجيجها في العصور الوسطى، بغية تحقيق أهداف سياسية واقتصادية بحتة.

ومن المفيد أيضاً الإضاءة على حقيقة عدم ارتباط السلطة الدينية بالسلطة السياسية  انطلاقاً من أن الأديان عابرة للحدود والقوميات، لذلك ، فإن المحاولات الأوكرانية الرامية للفصل هي أنها مجرد عمل سياسي مكشوف، الهدف منه فك الارتباط الاجتماعي التاريخي بين المجتمع الاوكراني وحاضنته الأساسية المتمثلة بالمجتمع الروسي، تمهيداً لخلق حالة عداءٍ مذهبي بين الشعب الواحد، ومن ثمَّ تحويله إلى عداءٍ سياسي، يتم استثماره أمريكياً ونازياً وإسرائيلياً، باستغلال وجود أقليات من أتباع الكنيسة الأوكرانية الكاثوليكية وبعض الكاثوليك الشرقيين، والجماعات الرومانيَّة الكاثوليكيَّة الدينيَّة، والرومان الكاثوليك من أتباع الطقس اللاتيني، وتتكون هذه الجماعة بشكل رئيسي من العرقين البولندي والمجري وأقلية من البروتستانت.

ويبدو واضحاً أن التمدد الغربي حول روسيا انطلاقا من أوكرانيا، يعمل بخطوات بطيئة لتغيير الخريطة الدينية المحيطة بروسيا، بالتوازي مع المحاولات الغربية بنشر مراكز البحث البيولوجية في مناطق أوكرانية قريبة من روسيا التي رأت أن عليها أن تكون يقظة ليس فقط من الخطط البيولوجية وإنما من الخطط الطائفية التي تستهدف مجتمعها، وأن لا تقف متفرجة لتلك الخطط التي تتقدم نحوها، بل عليها مواجهة إرهاب غربي يستغل المذهبية في أوكرانيا ويستثمر النازية فيها.

من هنا جاءت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، في التوقيت الدقيق الذي لم يكن في الإمكان تأجيله أو تأخير الشروع فيه يوماً واحداً.

دمشق / الأحد 8/5/2022

العدد 1104 - 24/4/2024