العربة والحصان

د. عامر خربوطلي:

الاقتصاد السوري اقتصاد بمجمله متعدد الموارد ومتنوع القطاعات، رغم ازدياد حصة الخدمات بما فيها التجارة في الناتج المحلي عن باقي القطاعات الرئيسية وهما الزراعة والصناعة، فهل هذا أمر إيجابي أم سلبي؟!

في الاقتصادات المتقدمة، كلما زادت حصة قطاع الخدمات أدى ذلك للمزيد من التطوير والنمو والتنمية، إلا أن ذلك القطاع يعتمد أساساً على نجاحات كبيرة لقطاعي الزراعة والصناعة وازدياد القيم المضافة، وتأتي التجارة والمصارف والتأمين والشحن والنقل والتمويل والتأمين والترويج والتسويق للتعزيز من حضور ومكانة القطاعات الإنتاجية الرئيسية المتمثلة في الزراعة والصناعة.

أما أن يكون قطاع الخدمات مهيمناً وكبيراً في ضوء ضعف باقي القطاعات فهنا المشكلة!!

هناك مقولة على غاية من الأهمية وتنص على ما يلي: (التنمية الاقتصادية عربة يجرها جوادان هما الصناعة والزراعة، وتتحدّد سرعتها عادةَ بسرعة الجواد الأقل اندفاعاً).

وإذا أردنا إسقاط ذلك على اقتصادنا السوري، فإن مجموع قوة عربة التنمية وسرعتها لن تحددها قوة قطاع الخدمات والتجارة بصورة منفردة، ولكن الذي يحددها هو سرعة الحصان الأقل اندفاعاً، وهو اليوم للأسف يتمثل في الزراعة والصناعة بشكل عام، وبالتالي لا بد من الاهتمام الأكبر بهما كي تتعزز سرعة العربة.

الخدمات والتجارة مكملة للعمل الإنتاجي الزراعي والصناعي، وهي التي تساهم في نجاحه وتعزيز قوته وهي التي ترفع من قيمه المضافة وتضع منتجاتها في الأسواق المطلوبة محلياً وخارجياً، ولا تجارة دون زراعة أو صناعة قوية، ولا زراعة أو صناعة دون تجارة وخدمات قوية ومساندة ومتطورة، إنها الأحصنة القوية والأصيلة ودونها لن تصل عربة التنمية إلى هدفها.

العدد 1104 - 24/4/2024