هل أصبح البحث عن عدالة اجتماعية حلما مبتغى؟

ريم داوود:

منذ بداية الحياة عُرف الإنسان بأنانيته وجشعه وحبّه للتملّك والسيطرة متمثلاً برغبته في الحصول على كل ما ملكت يمينه، دون أن ينظر إلى احتياجات من حوله أو حتى الرأفة بحال الآخرين. مصطلح عريض ومفهوم واسع هدفه ضمان حصول الأفراد على جميع حقوقهم وتأديتهم لأدوارهم المجتمعية اللّازمة بالشكل الأمثل: (العدالة الاجتماعية) مفهوم ركّز على حقوق وواجبات الأفراد لكي يضمن توزيع الثروة الوطنية بشكل يكفل فيها تكافؤ الفرص فيما بينهم، فأين نحن من هذه العدالة؟

يصادف يوم ٢٠ من الشهر الحالي (شباط) اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية، الذي تندرج ضمن مضامينه شعارات وهتافات مللنا سماعها عن محاربة الفقر والتمييز، إحلال السلام والأمان وغيرها من العبارات الطنّانة الرنّانة.. تقوم العدالة الاجتماعية في مضمونها على مرتكزات أساسية كالمساواة، تكافؤ الفرص، الحياة الكريمة، تأمين احتياجات المواطنين الأساسية من غذاء، سكن، صحة، تعليم، وعمل، أضف إلى كل ما سبق حق الإنسان في العيش بسعادة! ولنضع هذه القيمة ضمن أقواس عديدة!!

إننا اليوم كمواطنين مقيمين داخل البلاد، تكبّدنا ما لم يتكبّده شعب من خسائر ودمار وحصار، قلّة وغلاء وانعدام لأبسط مقوّمات الحياة، مُساندين بعضنا بعضاً للنهوض بالوطن بعد ركام من الدمار، مُحاربين كل دخيل مُتطفّل حاول العبث فساداً، بينما نحن اليوم نحارَب في لقمة عيشنا غير مُدركين أسباب تلك السلوكيات التي تصدر عن أشخاص من المُفترض أن يكونوا سنداً لنا وداعماً أساسياً في هذه المحنة!!

وللأسف، إن أردنا أن نُفنّد ركائز هذه العدالة الاجتماعية كما تمّ تصنيفها، فعلينا أن نطأطئ الرأس خجلاً وحياءً، فبعد أن كان المواطن السوري رقماً صعباً وإنساناً صعب المنال متسلّحاً بالعلم والثقافة والكرامة، أصبح اليوم متسولاً، متشرّداً، يبحث عن طريقة يُغادر فيها وطنه هرباً من الفقر والضيق والعوز. أحلام نُناشد بها مُخيّلاتنا علنّا نهرب من الواقع إلى الخيال، فنريح فيها الفكر والعقل والباطن الذي تأجّج لحدِّ الانفجار، فهل سننعمُ يوما بعدالة اجتماعية حقّة؟ أم أنها ستبقى شعارات تطنُّ طنين الطبول في آذاننا؟

العدد 1107 - 22/5/2024