إلى الشعب الأوكراني الشقيق!

ترجمة رعد مسعودي:

باسم الروابط المقدسة المشتركة!

إلى الشعب الأوكراني الشقيق!

الإخوة والأخوات الاعزاء!

كلٌّ منا يسمع قرع المصائب على أبواب منازلنا. أوكرانيا وروسيا يواجهان تهديداً خطيراً. لأكثر من مرة يحلم الغرب بما لا يمكن تصوره.. إنهاء صداقتنا.

في فترةٍ ما ظهر العدو تحت ستار المندوبين البابويين الماكرين الذين حاولوا جر المناطق الروسية الجنوبية إلى حظيرة الكاثوليكية.

ثم أعلن النبلاء البولنديون عن أنفسهم، وخلقوا العنف لاستئصال الذاكرة القديمة لوحدتنا.

عمل الأتراك والسويديون والفرنسيون والألمان في مجال الغزوات. تحدثوا لغات مختلفة. اختلفت ذخائرهم ومعاييرهم، لكنهم ارتكبوا، من قرن إلى قرن، أعمالاً قذرة يحلمون فيها بتقسيم شعوبنا واستعبادها.

المخططات الأكثر وقاحة جسّدها منظّرو الفاشية.

في ٢ نيسان عام ١٩٤١، قدّم النازي المشهور روزنبرغ (المذكرة رقم ١) لهتلر حول السياسة المستقبلية لألمانيا في أراضي الاتحاد السوفييتي.

أُطلق على (المهمة السياسية) لأوكرانيا (تشجيع التطلعات إلى الاستقلال الوطني)، بهدف (ردع موسكو وتأمين المساحة المعيشية لألمانيا العظيمة من الشرق)، فضلاً عن إنشاء (مادة خام قوية وقاعدة غذائية إضافية للرايخ الألماني العظيم).

الآن، يدّعي الانفصاليون القوميون، أن النازيين فصلوا الأوكرانيين عن بقية الشعوب السلافية وعاملوهم بشكل أفضل. لكن هذه الحجة الوقحة تكشف المخطط الفاشي (أوست).

تعرّض جميع سكان المناطق المحتلة من الاتحاد السوفييتي إما للتدمير أو الترحيل إلى سيبيريا.

كان من المفترض طرد ٦٥٪ من سكان غاليسيا وتحويل الباقين إلى عبيد.

لقد صرح هتلر علنية: (سنأخذ الجزء الجنوبي من أوكرانيا.. ونجعلها مستعمرة ألمانية، وليس من الصعب طرد السكان الموجودين هنا، وفي غضون مئة عام، سيعيش هنا ملايين الفلاحين الألمان).

يسكب المستعبدون الجدد الزيت الحلو في آذان (النخبة) الأوكرانية، ووعدها بمكان (على المائدة الأوربية المشتركة).

في الواقع، أن أوكرانيا الحبيبة مهددة بالخراب والتحول إلى إقليم تحت الانتداب.

يحتاج الأنكلو ساكسون الجشعون، مثل الفاشية الألمانية، إلى محمية يمكن إلقاء سكانها ومواردها في أتون المغامرات الدولية. لا يحتاجون إلى (أوكرانيا المستقلة).

مهمة السلطات الغربية هي إثارة الروس والأوكرانيين.

لقد أثار اللقيط العالمي النزعات أكثر من مرة، عندما سقطت كل قطرة دم في جيوب العم سام بشكل عملات ذهبية.

في الآونة الاخيرة، تمزقت يوغسلافيا متعددة القوميات والتي كانت مزدهرة ذات يوم.

تؤكد واشنطن الآن عن (حتمية) بين روسيا وأوكرانيا.

حالما أعلن زيلينسكي أن موسكو لا تستعد للهجوم، تبع ذلك دعوة بايدن (الواقعية).

أوضح صاحب البيت الأبيض له أنهما يمكن حتى البوح بمثل هذه الأشياء ولو بصوت خافت.

لكن هل بلغنا معكم درجة من الغباء حتى نستسلم للاستفزازيين الذين يحرضون على العداء والكراهية؟ في أحلك الظروف تغلبت الحكمة الشعبية ووحدتنا على الانقسام.

في هذه اللحظات، يلقى صدى إيجابياً نداء بوغدان خميلنيتسكي:

(يا إلهي، أكد! يا إلهي أعطنا القوة، لنكون معاً موحدين للأبد).

في ظروف كهذه، رفض العمال الروس والأوكرانيون الوعود الكاذبة لـ سكوروبادسكي وبيتليورا، وشرعوا في بناء دولتهم الاشتراكية معاً.

في لحظات كهذه، وقف الطيار إيفان كوجيدوب، والفدائي سيدور كوفباك، والقادة تيموشينكو، يرومنكو، مالينوفسكي، تشرنياخوفسكي، مع جوكوف وروكوسوفسكي وميرتسكوف وباغراميان، للدفاع عن وطننا السوفييتي العظيم.

قبل ٣٠ عاماً جرى تقسيمنا بالقوة وضد إرادة الاستفتاء لعموم الاتحاد السوفييتي.

لقد جرى تقسيمنا حسب الحدود، والآن وفقاً لأنماط روزنبرغ، إنهم يكذبون أن الأوكرانيين والروس أعداء قديمون.

بالطبع عند الحديث عن مأساة ١٩٩١ والمحاكمات الأخرى، يحق للجميع إلقاء اللوم على غورباتشوف وكرافتشوك ويليتسين ويوشنكو ويانوكوفيتش وساكاشفيلي وبوروشينكو وزيلينسكي … ولكن هناك أيضاً نحن – وعلينا اختيار مصير الأجيال القادمة.

إنها مسؤوليتنا الشخصية لكل فرد لحماية أرضنا وضمان حياة سعيدة لأطفالنا وأحفادنا.

لقد كشف الزمن سبب رغبة الولايات المتحدة في انقلاب كييف عام ٢٠١٤. وقتئذٍ بدأ واقع جديد من المأساة الكبيرة. استفزازات بارتكاب جرائم قتل في الساحات.. سكان أوديسا احترقوا حتى الموت في مجلس النقابة العمالية قتل الآلاف من سكان دونباس على أيدي المندسّين.. لذا تحول (الاندماج الأوربي) المتبجح إلى خداع كامل.

إنه أمر واضح: هدف الغرب هو سلب أوكرانيا واستعبادها من أجل الاستمرار في محاربة روسيا وإملاء إرادته على العالم.

الحلم المجنون لصقور واشنطن هو مذبحة شعوبنا الشقيقة. يمكن لنيرانها أن تحرق كلاً من أوكرانيا وروسيا.

تحت غطاء (غزو موسكو) تُنشط الأوليغارشية العالمية مشروع (مناهضة روسيا) وتقوم باستفزازات خطيرة، صاخبة بشأن استعداد روسيا لمهاجمة أوكرانيا، ولذلك تضخ أمريكا والناتو الأسلحة لحكام بانديرا.

تكتيكات الغزاة قديمة قدم العالم. في مقابل ذلك، دعت النخبة الخيرة للشعبين الأوكراني والروسي، بحرارة، إلى الصداقة والوحدة.

تبدو أفكار الفيلسوف غريغوري سكوفورودا والكاتب نيكولاي غوغول وكأنها نداء مبدع، فقد قال الأول (إذا كان لديّ أصدقاء، فأنا لا أعتبر نفسي غنياً فحسب، بل أسعد أيضاً، ورد الثاني منسجماً مع كلمات تاراس بوليا: ما من روابط أقدس من الصداقة!)

يا لها من كلمات عظيمة! يا لها من أفكار دقيقة! كم هو واضح الطريق الذي يجب أن نسلكه! في الوحدة نحن أقوياء! في انقسامنا الذل والعار.

إننا، نحن الأوكرانيين والروس، على مفترق طرق. أعد لنا التاريخ مرة أخرى التجارب.

يريد الغرب أن نختلف ونفترق.

إنه يريد أن يجعل الفكرة القائلة بأن أوكرانيا وروسيا يمكن أن يكونوا أصدقاء، وأن تقوى الروابط بينهما، والاحتفاظ بذكرى انتصاراتنا المشتركة وأثمنها – النصر العظيم على الفاشية، أمراً غير مقبول. هل سنسمح بخداع أنفسنا؟ هل يمكننا البقاء على قيد الحياة؟ هل نتخلى عن المخططات الدموية؟

تحلم العقول (المتطورة) بأن تمحو من وعي شعوبنا حقيقة أن أوكرانيا كانت محبوبة ومحترمة في الاتحاد السوفييتي وكنا نفرح لإنجازاتها التي كانت ملكاً مشتركاً لبلد عظيم وقوي، حين لم يكن يجري تقسيم المواطنين على أساس العرق واللغة، وساعدت صداقة شعوبنا في إحياء وبناء المحطة الهيدوكهربائية على نهر دنيبر من بين الأنقاض، ورفع راية النصر على الرايخستاغ، وغزو الفضاء. كان العمل الصادق آنذاك مسألة شجاعة وشرف. هذا هو السبب في أن الذكرى المئوية لتأسيس الاتحاد السوفييتي هي زمن للفخر والقوة المشتركة، وليس زمناً للخلاف والعداوة! هذا زمن العلاقات الجيدة والآمال المشرقة والخطط الجادة. حان الوقت للرد على فساد الأوليغارشية وتهديدات الأعداء بدبلوماسية شعبية حقيقية، من خلال المحادثات المباشرة فيما بيننا، والتواصل الروحي الدافئ.

 

أيها الإخوة والرفاق والأصدقاء!

ينظر أسلافنا إلينا! إن مصير أحفادنا مرتبط بنا! لا يمكن أن نعهد بمصيرنا إلى محركي الدمى في الغرب، أو للأوليغارشية الوقحة، أو المسؤولين الفاسدين.

رأينا كيف أدى الجشع إلى تفجير الاوضاع في كازاخستان بين عشية وضحاها، وكيف كانت سلطاتها تحب أن تلبس قناع (الاستقرار).

لكن دملة الانقسام الاجتماعي والظلم سمح لأولئك القادرين على اللصوصية وقتل الأشقاء.

نحن الشيوعيين مقتنعون، بأن الشباب في المدن الأوكرانية المختلفة لا يمكن أن يكونوا على عداوة مع أقرانهم من الشباب في المدن الروسية.

هؤلاء الشباب، مثلنا جميعاً، لديهم الأسماء والألقاب نفسها، والإيمان والجذور المشتركة والأقارب في كلا البلدين.

فلنمد الأيدي الرفاقية فيما بيننا، في مواجهة المحرضين من كل الأطياف! لقد حان الوقت كي نعمل معاً- لتغيير أسس حياتنا، كان الوقت لطرد كل أعداء شعوبنا!

أننا نؤمن بأن الدفء في قلوب الأمهات وإرادة الرجال القوية وحكمة الكبار والنور في عيون الأطفال سيساعدوننا على الخروج من المأزق وإظهار نجاحاتنا وإنجازاتنا للعالم.

سنثبت مرة أخرى أننا قادرون على تكامل واسع النطاق وتوحيد القوى من خلال الجمع بين مواهبنا وإمكانياتنا، سنكون قادرين على المنافسة في أي سوق.

بالسير في طريق البناء، نعزز قدراتنا ونضمن حياة سلمية وكريمة.

بعد ذلك، وكما في السابق، ستُعرف أعمالنا واكتشافاتنا الكبرى، وكتابنا وشعراؤنا العظماء وأغانينا القلبية ورقصاتنا الشعبية وإنجازاتنا الرياضية، وستُستقبل بحماس في جميع أنحاء العالم.

دعونا نكُن حكماء وحازمين وثابتين!

فلنتوحد بالرغم من الشر والخيانة!

سنفعل كل شيء من أجل مستقبل كريم لشعوبنا!

غينادي زيوغانوف

رئيس اللجنة المركزية للحزب الشيوعي لعموم روسيا – زعيم القوى الوطنية الشعبية لروسيا.

 

العدد 1105 - 01/5/2024