ذات يوم يا حبيبة

أيمن أبو شعر:

ذاتَ يومٍ يا حبيبةْ

سيُغنّونَ بصدقٍ عن عيونِكِ ما كتبتُ

سوفَ تغدينَ أناشيدَ رطيبةْ

في الشفاهِ الراعشةْ

وفتاةَ الحُلْمِ ترتادُ الشبيبةْ

مثلما بالشعرِ وجهَكِ قد رسمتُ

ذاتَ يومٍ يا حبيبةْ

كرنفالاتُ الزهورْ

تاجُها لا شكَّ أنتِ

حينَ يُهدي عاشقانْ

صورةً للحبِّ.. أنتِ

ذاكَ أنّي قد رسمتُ الرمشَ سنبلةَ انتظارْ

وانسيابَ الجفنِ للرؤيا زمَنْ

والبريقَ الفرحَ توقيتَ انتصارْ

وجعلتُ القمحَ في الشعرِ سكَنْ

واعتبرتُ الرائعَ الكُليَّ والفنَّ الجمالْ

أن يصيرَ النزفُ للجرحِ فماً

ذاك أنّي يا حبيبةْ

كنتُ لا أدري الفواصلَ والحدودْ

بينَ حُبِّكِ والوطنْ

ذاتَ يومٍ يا حبيبةْ

سيُغنّونَ بصدقٍ عن عيونِكِ ما كتبتُ

ولأنّي كنتُ قد غنيتُ صوتَكِ

كالهديرِ الرعبِ أيامَ الحصارْ

ورسمتُ الثغر سوسنةً على زندِ المُقاتِلْ

سوفَ تنسابينَ كالرعشاتِ تغريدَ بلابلْ

عندما يأتي النهارْ

ولأنّي قد ملأتُ قصائدي من أجلِ عينيكِ

جراحاتِ الصراعْ

وهتافاتٍ عنيدةْ

سوفَ تغدينَ ابتساماتٍ سعيدةْ

في شفاهِ العاشقينْ

حين تنتصرُ المعاملْ

ذاتَ يومٍ يا حبيبةْ

كلُّ شيءٍ رائعٍ

فيهِ روحٌ منكِ أنتِ

فيهِ من حُبي إليكِ تَموّجاتْ

رقصةُ الأطفالِ في أقصى القُرى

حلقاتٍ.. حلقاتْ

حينَ في أقصى القُرى

يزدهي ثوبُ الحياةْ

يُنشِدُ الأطفالُ أحلى الأغنياتْ

لثغةٌ في الثغرِ أنتِ

سوفَ يأتي.. سوفَ يأتي

ذلكَ الحلمُ الجميلْ

إنْ أكُنْ قد متُّ قَبلهْ

أو تكوني أنتِ متِّ

أيُّ ضيرٍ يا حبيبةْ

حينَ يصدحُ من بعيدْ

لحنُ إيقاعِ النشيدْ

سوفَ نولدُ من جَديدْ

 

 

(من القصائد القديمة)

العدد 1104 - 24/4/2024