في وداع عام.. واستقبال آخر: لا لليأس!

كتب رئيس التحرير:

كلّ سنة وسوريّتنا هي الأحلى.. وهي الأغلى!

رغم سنوات الجمر التي علّمت كلسعات السياط على ظهور الشعب السوري الصابر وصدوره وقلوبه، ستبقى سورية وسيادتها وكرامة شعبها ووحدتها هي الغاية، هي الهدف الذي يسعى إليه كل سوري لفحته شمسها، ورواه ماؤها.

لقد اكتوى شعبنا خلال هذه السنوات بتداعيات الأزمة والغزو، فابتلى بفقدان الآباء والأبناء والأحبة، وهُجّر قسراً، وشدّ على البطون، وذاق الأمرّين لتأمين اللقمة والدفء والدواء، لكنه لم يقع- حتى اليوم- فريسة اليأس وفقدان الأمل، وذلك لإيمانه بأن الآتي قد يحمل الفرج.. والفرح.. وتحقيق الطموحات.. وهذا ما على الجميع التمسّك به، والحفاظ عليه، ألا وهو الحرص على أن لا يقع شعبنا، الذي ضحّى بأغلى ما يملكه دفاعاً عن سورية ووحدتها، فريسةً لليأس.

الأمريكيون يعرقلون المساعي السلمية لحل الأزمة السورية، ويصعّدون أكثر فأكثر باتجاه التقسيم، ومصالح الدول المتداخلة في الأزمة تدفعها إلى مسارات متناقضة، متباينة، ويبدو أن توافقها حتى يومنا هذا صعب التحقيق، وهذا ما يجعل آمال السوريين تتجه إلى جيشهم الوطني الباسل، وإلى توافقهم عبر حوار وطني شامل يضم جميع أطيافهم السياسية والاجتماعية والإثنية، وإلى جهد حكومي مخلص، غير متردّد، حاسم في مسألة الدعم الاجتماعي للفئات الفقيرة والمتوسطة التي أصبحت تشكل نحو 80٪ من أبناء شعبنا، والتي وصفها السيد رئيس الجمهورية بأنها (السند الرئيس لصمود سورية).

وبكلمة أخرى: لا معنى لصمود بلادنا إذا وقعت هذه الأكثرية من شعبنا فريسة الإحباط واليأس.

لقد انقضى عامٌ كان قاسياً ومؤلماً، دفع معظم السوريين قسراً إلى خانة الفقر والعوز والمعاناة، لكنهم قاوموا وما زالوا يقاومون محاولات دفعهم إلى الولاءات الطائفية والقبلية والإثنية، وظلوا رافعين راية السيادة ومقاومة الاحتلال الصهيوني والأمريكي والتركي للأرض السورية.

فلنجعل من العام القادم عام النضال، والسعي بإخلاص، لملاقاة طموحات شعبنا السياسية والديمقراطية والمعيشية، إذا كنا مخلصين في استمرار صمود سورية في مواجهة الاحتلال، والحفاظ على وحدتها أرضاً وشعباً، وبناء المستقبل السوري.

كل سنة وسوريتنا صامدة.

كل سنة وشعبنا الوفي.. المضحّي.. الصابر.. هو الأغلى.

كل سنة وطموحات السوريين إلى السيادة والديمقراطية والتنمية الشاملة مترسخة في عقولهم وقلوبهم.

 

ونحن في الحزب الشيوعي السوري الموحد، نعاهد شعبنا على الاستمرار في النضال من أجل مقاومة الاحتلال ووحدة الأرض والشعب، والحفاظ على كرامة السوريين، وتذليل المعضلات المعيشية التي أرهقتهم.

لا لليأس.. لا لفقدان الأمل.. لا للتنازل عن الطموحات!

العدد 1104 - 24/4/2024