اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي السوري الموحد في حلب.. رسالة قوية للأمريكان المحتلين وعملائهم

شهدت مدينة منبج خلال الأسبوعين الماضيين أحداثاً بالغة الدلالة، فقد قامت قوى مسلحة تابعة لسلطة الأمر الواقع هناك بقمع احتجاجات شعبية تصاعدت منذ إعلان رفع أسعار المحروقات، ثم قامت باجتياح القرى والأحياء واقتياد الشبان بهدف تجنيدهم الإجباري لصالح (قسد) بذريعة (الدفاع الذاتي).

وأثارت هذه الإجراءات أهالي منبج وريفها، فخرجوا في تظاهرات احتجاجية سلمية مطالبين بالتراجع عن هذه الإجراءات والممارسات المرافقة لتنفيذها، فما كان من هذه القوات (الديمقراطية) إلا أن استخدمت القوة الفائقة والسلاح لفض الاحتجاجات، وأردت شهداء وأسقطت جرحى ومصابين.

فانتقل الحراك المنبجي إلى مستوى آخر من الاحتجاج، طالب فيه بالقصاص من مطلقي الرصاص وآمريهم، وصعّد رفضه لقوى الأمر الواقع، بطرح شعار (الرحيل) لـ(قسد) وللمحتلين الأمريكان، و(أننا ندير مناطقنا بأنفسنا ولا حاجة بنا ليحكمنا الغرباء)، إذا كانت الصيغة التي يختبئ خلفها الاحتلال هي (الإدارة الذاتية).

وقد أصدرت فرعية منبج لحزبنا الشيوعي السوري الموحد، التابعة لمنطقية حلب، بياناً أعلنت فيه رفضها لممارسات ما تسمى (الإدارة الذاتية الديمقراطية) وطالبت بدخول الجيش السوري ومؤسسات الدولة السورية وإنفاذ القانون، تفادياً لتدهور الأوضاع، وحماية للوحدة الوطنية المتجسدة في حياة السوريين من كل الأطياف التي تعيش بجانب بعضها منذ مئات السنين.

وقد ناقشت اللجنة المنطقية للحزب بحلب، وبالتنسيق مع قيادة الحزب، وبعد الاطلاع على الواقع من فرعية منبج، والمزاج العام من فرعية ريف منبج بين أهالي المنطقة المتوزعين بين مناطق سيطرة الدولة ومناطق سيطرة قسد وداعمها الأمريكي المحتل، ورأت أن حراك الأهالي (تحت الاحتلال) هو رسالة بالغة الدلالة للاحتلال وعملائه، بأن الأرض تحتهم قابلة للاهتزاز بأي لحظة، وبأنهم مشاريع مرتحلين مطرودين عندما يحين الأجل، وبأن المواطنين السوريين تواقون لوحدة بلادهم مهما تعقدت عوامل الحرب ومصالح اللاعبين، وفق ثوابتنا الوطنية وشعار حزبنا (سيادة سورية ووحدتها أرضاً وشعباً).

ورأت أن الدولة تساهم في بعض المجالات بحل بعض المشكلات في التربية والصحة خصوصاً، مما يزيد من ثقة المواطنين وارتباطهم بمطلب عودة مؤسسات الدولة إلى منبج. وبرغم الوضع غير الشرعي الذي خلق مشكلات كبيرة للأهالي في كثير من المسائل الحياتية، فإن بعض التنسيق مع قوى الأمر الواقع من السوريين في قسد يريح الأهالي حتى عودة الأمور إلى نصابها وتسوية الأمور العالقة.

لذا فإن المطالبة بتطمين الأهالي الذين يعيشون في منبج وريفها بتسوية أوضاع المخالفات المتنوعة التي حصلت بسبب الوضع الشاذ والاحتلال الأمريكي وسلطة الأمر الواقع المحكومة به، هذه المطالبة هي من عوامل تأكيد ارتباط المواطنين بدولتهم ومؤسساتها القانونية والإدارية والخدمية.

وحتى تحين ساعة التحرر من الاحتلال، فإن بعض المشكلات يمكن حلها بالمقترحات التالية، كأمثلة يمكن تعميمها على مجالات كثيرة، منها:

– فتح معبر (التايهة) أمام حركة الركاب لتسهيل العلاقة مع مدينة حلب، بسبب الصعوبات الكبيرة التي يعاني منها المواطنون في القدوم إلى حلب والعودة بطول المسافة والزمن في الطريق المعقد الحالي.

– تطوير التنسيق في مجال التربية لتحسين ارتباط الطلاب بالثقافة الوطنية عبر المناهج التربوية الموحدة.

– تسوية أوضاع العاملين المنقطعين عن العمل في منبج، والاستفادة منهم في افتتاح مكاتب لمديريات محافظة حلب الخدمية كالمواصلات والسجل العقاري والسجل المدني، مما يسهم فيما ذكرنا ويؤمن عائداً مالياً لخزينة الدولة.

ويبقى مطلب تحرير كل الأراضي السورية المحتلة من المحتلين الصهاينة والأمريكان والأتراك والاستمرار في محاربة الإرهاب، مع دعم الجهود السلمية لحل الأزمة السورية بالاستناد إلى الثوابت الوطنية.. يبقى المطلب الرئيسي للخلاص من الأوضاع المتفاقمة سوءاً يوماً بعد يوم.

وكذلك العودة عن السياسات الحكومية الاقتصادية الليبرالية ودعم الإنتاج الزراعي والصناعي لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، واستمرار الدور الرعائي للدولة تجاه الفئات الفقيرة والمتوسطة. لأن صمود شعبنا بإرادته الوطنية الصلبة يجب أن تدعمه جهود حكومية تلبي متطلبات هذا الصمود الأسطوري أمام كل أنواع التهديدات والمخاطر.

 

بيان إلى الرأي العام إلى أهلنا في منبج الكرام

تمرّ على منطقتنا ظروف استثنائية في غاية التعقيد، فقد قامت تظاهرات شعبية تطالب بمطالب محقة ومشروعة، ولبت الإدارة تلك المطالب وتراجعت عن قراراتها، وهناك خلايا لها أجندات داخلية وخارجية تحاول إثارة الفوضى والفتنة بين مكونات منبج، وتطالب بتدخّل المحتل التركي ومرتزقة ما يسمى الجيش الوطني، ونحن من دورنا وواجبنا ومواقفنا الوطنية ونظراً لخطورة الوضع نطالب بما يلي:

_تدخّل الجيش السوري في كل أحياء المدينة لأنه موجود على أطراف المدينة، والقيام بواجبه الوطني.

_دخول مؤسسات الدولة وفرض القانون.

_محاسبة المجرمين والمخربين.

_حماية التعايش المشترك والسلم الأهلي.

الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى.

 

اللجنة الفرعية للحزب الشيوعي السوري الموحد في منبج

العدد 1104 - 24/4/2024