نداء لاستقطاب كل القوى الوطنية في الداخل

الدكتور إليان مسعد:

في قلب هذه الفوضى العارمة وهذا الفلتان السائد يبقى مطلوباً من الجميع، وخصوصاً المعارضة الوطنية السلمية، التضامن وتحكيم العقل، وإيقاف العنف، والسعي الحثيث لإيجاد مخرج يؤمّن بدء حوار وطني حقيقي وتغيير سلمي ومتدرج في السلطة، بما يؤمّن العدالة بتوزيع الثروة والنفوذ والسلطة، ويعبّئ الطاقات لمحاربة الإرهاب.

إن تحقيق هذه الأمور هو وحده الكفيل بأن يحافظ على وحدة البلاد، وأن يجنبها أخطار التدخلات الخارجية ومضارّها من جميع الجهات، والاستعداد للاستحقاقات الدستورية ومواجهة قساوة ما يحاك والحصار والعقوبات.

وفي إطار الصورة العامة لمسار التجاذبات السياسية الراهنة في اتجاه الحل السلمي المنشود المتزامن مع محاربة الإرهاب، أصبح استقطاب القوى الوطنية الديمقراطية والعلمانية والتقدمية الداخلية، ومشاركتها في اتخاذ القرار الوطني، ضرورة ملحة اليوم وبالسرعة اللازمة، للمواجهة المباشرة مع الأصولية الفاشية والمنظمات الإرهابية، من جهة، ولوضع المقدمات اللازمة لتشكيل الجبهة الوطنية الديمقراطية العلمانية التقدمية الشعبية الواسعة على المسار الاستراتيجي، من جهة ثانية.

وللتحديد والتنفيذ فإن المسؤولية التاريخية عن هذا الإنجاز الوطني الملحّ تقع على عاتق ثلاثة أطراف رئيسة، هي:

– الطرف الأول ممثل في: القوى الوطنية الديمقراطية السياسية الداخلية المعارضة (التي هي خارج الجبهة الوطنية التقدمية)، بما فيها الشخصيات الوطنية الديمقراطية المستقلة المعارضة، والتي يجب عليها أن تلتف حول برنامج وطني ديمقراطية يستجيب لمقتضيات اللحظة التاريخية الراهنة للخروج من الأزمة الوطنية.

– الطرف الثاني ممثل في: منظمات المجتمع المدني، كالاتحادات والنقابات والمنظمات غير الربحية والجامعات الحكومية والخاصة، والشخصيات التكنوقراطية الخبيرة، والشخصيات التي تمثل مرجعيات دينية أو إثنية أو محلية، والتي يجب عليها أن تلتف حول برنامج وطني يهدف إلى تقديم الحلول اللازمة لمعالجة المشاكل الوطنية الرئيسة الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والتعليمية وإعادة الإعمار.

– الطرف الثالث ممثل في: الحكومة وأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية، التي يجب أن تعيد النظر إلى الطرفين السابقين على أنهما شركاء وطنيون وديمقراطيون وحلفاء استراتيجيون في اتحاذ القرار الوطني. والتي يجب عليها أن تتيح وتقدم لهما الحرية والدعم الكافي المادي والمعنوي لإنجاز مهماتهما في تشكيل هيكليهما وبرنامجيهما.

– يتم التحضير لـ(دمشق واحد) ولمؤتمر وطني عام بين ممثلي الأطراف الثلاثة، بهدف الوصول إلى برنامج وطني ديمقراطي يقوم على تشكيل جبهة وطنية ديمقراطية شعبية واسعة يضمن المشاركة الفعلية باتخاذ القرار الوطني .

تحيا سورية وشعبها العظيم

* منسق مؤتمر القوى الوطنية الديمقراطية والعلمانية

العدد 1104 - 24/4/2024