فعاليات تضامنية في السويد

تقيم هيئة التضامن مع سورية (وهي منظمة سويدية تضم نشطاء سويديين وسوريين ومن مختلف البلدان) وقفات احتجاجية دورية وسط العاصمة ستوكهولم، تلقى خلالها كلمة باللغتين السويدية والعربية تتناول آخر المستجدات على الساحة السورية.

تحاول هيئة التضامن أن تكون صوتاً إعلامياً بديلاً للإعلام الرسمي السويدي المنحاز كلّياً للإعلام الأمريكي وأجندته الذي يعطي صورة وحيدة الجانب لما يجري في سورية والعالم. تقيم الهيئة نشاطات مختلفة منها الوقفات الاحتجاجية.

أدناه الكلمة التي ألقيتها يوم 21/11/2020 باسم الهيئة.

لا لأيّ دعم سويدي للإرهاب في سورية!

 افتُتح مؤخراً مستشفى جديد بالقرب من العاصمة السورية دمشق، هو مستشفى التل الوطني الذي تتوفر فيه أحدث الأجهزة الطبية ويقدم جميع أنواع الرعاية، بما في ذلك غسيل الكلى للمحتاجين. يُقدم خدماته لنحو 600 ألف شخص في دمشق وضواحيها. مع افتتاح المستشفى عُقد مؤتمر دولي في دمشق، لبحث كيفية تسهيل عودة السوريين الذين انتقلوا من بلادهم طوعياً، ومن بين دول الجوار التي لجأ إليها معظم السوريين، شارك لبنان والعراق. ومن الدول الأخرى الممثلة في المؤتمر كانت روسيا وإيران وفنزويلا والصين. كما كان للأمم المتحدة ممثل في المؤتمر.

وقال الرئيس السوري بشار الأسد لدى افتتاح المؤتمر إن (ملايين السوريين جاهزون الآن للعودة إلى وطنهم).

يعد مستشفى التل الوطني ومؤتمر عودة اللاجئين في دمشق من المؤشرات الإيجابية التي تبرز الآن في سورية.  ومنذ وقت ليس ببعيد أقيم معرض صناعي وحرفي في حلب. 

ينهض البلد وإن ببطء من الحرب المدمرة المفروضة من الخارج التي تعرضت لها البلاد منذ عام2011، لقد استمرت ما يقارب عشر سنوات تلك الحرب التي تسببت في تدمير أجزاء كبيرة من البنية التحتية في سورية وإجبار ملايين الأشخاص على الفرار.

قبل خمس سنوات، عندما كان الهجوم على سورية أكثر شراسة مما هو عليه الآن، اضطر الكثير من السوريين للتوجه إلى أوربا، وكانت كارثة، بالنسبة للعديد من البلدان الأوربية. عندئذٍ وقف عدد من رؤساء الحكومات الأوربية مطالبين بضرورة إيقاف تدفق اللاجئين وإلا ستهلك بلادهم. في السويد، وقف وزير العدل والهجرة مورغان يوهانسون وصرخ: لا تدعوا أيّ شيطان يعبر الجسر! ثم تم إغلاق جسر أوسترسوند (الذي يفصل بين السويد والدانمارك).

قد يعتقد المرء بعد ذلك أن الاهتمام سيكون كبيراً من الدول الأوربية، بما في ذلك السويد، عندما تلوح فرصة إعادة السوريين الآن.

لكن لا، لم تشارك أية دولة أوربية في المؤتمر في دمشق باستثناء روسيا. وهناك أسباب لذلك. الدول الأوروبية بشكل عام لا تريد السلام في سورية. لذلك، فإنها تفرض عقوبات صارمة ضد سورية. في مؤتمر دمشق، تمت مناقشة هذه العقوبات الاقتصادية والإشارة إليها باعتبارها واحدة من المشاكل الرئيسية أمام عودة السوريين.

العقوبات الاقتصادية هي إرهاب اقتصادي، وهذا الإرهاب يعيق أو يؤخر بشكل كبير إعادة إعمار سورية، من بين أمور أخرى. لا يمكن تصدير أنابيب المياه إلى سورية، لأنه يمكن استخدامها لصنع المدافع.

منطق سخيف للعديد من الدول الأوربية تجاه سورية. يمكن لسورية الحصول على مدافع من أماكن أخرى إذا لزم الأمر. لقد استفادت الدول الأوربية، بما فيها السويد، من سياسة قطاع الطرق التي تستخدمها إسرائيل، التي تشن الإرهاب باستمرار ضد سورية. في الأسابيع الأخيرة، قصفت إسرائيل العاصمة دمشق أكثر من مرة، وسقط كثير من الأبرياء في هذه

الاعتداءات. لكن لم تحتجّ أية دولة أوربية، ربما باستثناء روسيا، على إسرائيل.

يمكن أن يكون الاستنتاج واحد فقط: الدول الأوربية لا تريد السلام ولا إعادة إعمار سورية. لا تريد الدول الأوربية المساعدة في تسهيل عودة السوريين في الشتات إلى وطنهم.

 لذلك يجب علينا المطالبة بـ:

 * إلغاء جميع العقوبات المفروضة على سورية!

* الاحتجاج على قصف إسرائيل الإرهابي المتكرر لسورية!

* احترام وحدة أراضي سورية!

العدد 1104 - 24/4/2024