كلمة حزب البعث العربي الاشتراكي: نخوض بالتوازي مع معركتنا العسكرية ضد الإرهاب معركة اقتصادية ومعركة ضد الفساد وتجار الحروب

ألقى الرفيق محمد شعبان عزوز (عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي) كلمة حزب البعث العربي الاشتراكي في حفل الافتتاح هذا نصها:

الرفاق والرفيقات، أعضاء المؤتمر!

أتشرف بداية أن أشارك في افتتاح مؤتمركم الثالث عشر، وأن أنقل لكم تحية ومحبة رفاقكم في قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي وكوادره وجماهيره الواسعة، وتمنياتهم لكم بالنجاح في أعمال مؤتمركم هذا ليشكل رافداً لتعزيز صمود بلدنا سورية في حربها ضد الإرهاب العالمي، ورافداً لحزبكم بالوصول إلى تحقيق أهدافه ليكون لبنة أساسية في تعزيز وتمتين وحدتنا الوطنية وتقوية جبهتنا الداخلية، لا سيما أننا نرى في حزبكم وكوادرهم بما تمثلونه من توجهات وما تحملونه من قيم ومبادئ، فصيلاً وطنياً تقدمياً وشريكاً أساسياً، جمعتنا في صف وطني واحد، وحدة الرؤية الإبداعية الخلاقة للقائد المؤسس حافظ الأسد، في ظل الجبهة الوطنية التقدمية كتجربة رائدة، فحملنا الهم الوطني يداً بيد وجابهنا التحديات وتشاركنا في رسم السياسات العام والتوجهات التنموية خدمة لقطاعات شعبنا كافة، وفي مقدمتهم العمال والفلاحين الشريحة الأوسع في المجتمع.

 

أيها الرفاق الأعزاء!

ينعقد مؤتمركم في ظل ظروف غاية في الصعوبة، بل وغاية في الخطورة فمازالت الحرب الكونية الظالمة تشن على بلدنا الحبيب سورية، وقد بلغت عامها التاسع في ظل غياب كامل لمؤسسات الشرعية الدولية، ومازالت كل أشكال التآمر والعدوان تحاك ضدنا للنيل من كرامتنا وعزتنا وسيادتنا الوطنية، فقد استهدفت هذه الحرب كل المنجزات والمكاسب التي حققها شعبنا خلال تاريخه الطويل، وخصوصاً بعد قيام الحركة التصحيحية المجيدة، التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد رحمه الله، والذي استطاع بفضل حكمته ورؤيته الثاقبة تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي، وهنا نؤكد أن استهداف هذه المنجزات وتدميرها يدل دلالة واضحة على أن الهدف من هذه الحرب لم يكن تحقيق الحرية والديمقراطية وتأمين حقوق الإنسان للمواطن السوري، كما كانوا يدّعون، ولكن الوعي لدى أبناء شعبنا ومنذ سنوات الحرب الأولى أدرك أن الهدف ليس إسقاط النظام، وإنما تدمير الدولة، فجاء تصدي أبناء جيشنا العربي السوري لهذه القطعان المتوحشة، وتقديم شلال من الدماء الزكية وبسخاء فداء للوطن ودفاعاً عن شعبنا العظيم، وكان لشهدائنا وصمود وصبر عائلاتهم وحكمة قائد سفينة الوطن الربان الماهر السيد الرئيس بشار الأسد، الدور الكبير في تعزيز صمود شعبنا، وتحمّل تداعيات الحرب على مدار تسع سنوات، والحفاظ على بناء الدولة، وتحقيق النصر على قوى الشر والعدوان، بدعم من حلفائنا وأشقائنا وأصدقائنا، إلا أن أعداء سورية لم تهن عليهم الهزيمة والإقرار بها، فاستمروا بكل أشكال التآمر والعدوان، وكان آخرها العدوان التركي الغاشم على المنطقة الشمالية من سورية، وسرقة نفطنا وثرواتنا من قبل الاحتلال الأمريكي البغيض.

واهماً هذا العثماني الأرعن أنه قادر على تحقيق أحلامه التوسعية عبر إنشاء منطقة آمنة وإعادة بناء إمبراطورية أسلافه، فكان له جيشنا الباسل بالمواجهة والتصدي لهذا العدوان، مدعوماً بصمود شعبنا البطل، ونقول له ولكل قوى التآمر والعدوان لا مناطق آمنة لأي محتل على أرض سورية، وإننا مستمرون في بذل الغالي والنفيس في سبيل الحفاظ على سيادتنا ووحدتنا الوطنية وتحرير كل شبر من الأرض السورية وفي مقدمتها الجولان ولواء إسكندرون.

 

أيها الرفاق الأعزاء!

قبل الحرب الكونية التي تعرضت لها سورية استطاعت بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد إسقاط كل محاولات حصارها وعزلها ومواجهة كل الضغوط والافتراءات التي تعرضت لها بهدف حرفها عن مواقفها وثوابتها الوطنية والقومية ورهن قرارها الوطني المستقل للقوى الخارجية، كما ساهمت في بناء مشروع المقاومة والممانع ودعمت كل قوى المقاومة، واستطاعت إبقاء القضية الفلسطينية حية في وجدان كل عربي شريف، وهي اليوم أكثر إصراراً على التمسك بهذه الثوابت في نهجها السياسي مهما كان الثمن.

إننا حالياً نخوض بالتوازي مع معركتنا العسكرية ضد الإرهاب ومعركة تحرير الأرض، معركة اقتصادية، ومعركة ضد الفساد وتجار الحروب، ومعركة لإعادة بناء ما دمره الإرهاب، الأمر الذي يتطلب منا جميعاً التلاحم الوطني والعمل كفريق واحد وحشد كل الجهود والطاقات لإعادة بناء عجلة الإنتاج دعماً لاقتصادنا الوطني ولعملتنا الوطنية في ظل هذه الحرب الاقتصادية الظالمة والحصار الجائر المفروض علينا والذي تجاوز كل حد.

ولأن طريق النجاح والقوة يكمن في تكريس الوحدة الوطنية والاندماج مع قضايا الشعب والعمل على تحقيق أهدافه وتطلعاته، فإن جماهير الشعب تلتف حول قيادة السيد الرئيس بشار الأسد الذي يجسد شموخ الأمة وكبريائها والذي استطاع بفضل حكمته وشجاعته صون الكرامة وحفظ الأمانة والمضي بالسفينة وبناء إلى بر الأمان.

وفقكم الله متمنياً لمؤتمركم التوفيق والنجاح.

والسلام عليكم.

العدد 1104 - 24/4/2024