الأزمة السورية حاضرة في أوساكا

 

كانت المسألة السورية في صلب اللقاءات التي انعقدت بين قادة الدول الكبرى، على هامش قمة العشرين في أوساكا باليابان، إلى جانب مسائل أخرى تهدد الأمن والاستقرار العالميين، فالوضع في الخليج بعد التصعيد الأمريكي، والتدخل الأمريكي في شؤون فنزويلا لم يرشح الكثير عن مضمون هذه القاءات وخاصة لقاء الرئيس بوتين وترامب، لكن إشارة الرئيس بوتين إلى إيجابية المباحثات وتأكيده بأنه وضع ترامب بصورة الوضع السوري، وخطورة بقاء المنظمات الإرهابية على الأرض السورية، وجعل بعض المحللين السياسيين الدوليين يتوقعون (زحزحة) قادمة عن المواقف الأمريكية المعرقلة للجهود السلمية الدولية لحل أزمة السوريين.

لن نهمش أي جهد دولي يبذل اليوم لنجاح المساعي السلمية، لكننا في سورية تعملنا من تجارب الماضي ودروسه عدم الثقة بالسياسات الأمريكية المناورة.. المتقلبة، والتي كانت ومازالت تهدف إلى تحييد كل جهد مقاوم للكيان الصهيوني وخططه التوسعية في المنطقة، وتعرقل اليوم جميع الجهود المبذولة لإنهاء الأزمة السورية على القواعد التي أقرتها التفاهمات الدولية والقرارات الأممية.

إن أي نجاح لاستئناف المسارات السلمية يعني توفير المزيد من دماء السوريين، ونهاية آمنة للأزمة التي أرهقتهم، لكن الشعب السوري الذي وقف خلف جيشه الوطني في مقاومته لغزو الإرهابيين، لن يتنازل عن شبر واحد من الأرض السورية، ولن يفرط بوحدة بلاده أرضاً وشعباً، ولن يتهاون في مطاردة الإرهابيين وإعادة جميع المناطق السورية المتبقية تحت سيطرتهم إلى حضن الوطن.

متفائلون.. نعم إننا متفائلون بصمود شعبنا وجيشنا، ونهاية قريبة للمآسي التي واجهناها، لكننا نتفاءل بحذر فأقوال الأمريكيين شيء وأفعالهم شيء آخر، والضامن الوحيد لسيادة بلادنا.. ووحدتها هو صمودنا.

 

العدد 1105 - 01/5/2024