الاقتصاد أول مرحلة من (صفقة القرن).. الرئاسة الفلسطينية: الشعب الفلسطيني أسقط (الصفقة) وسيسقط (الورشة)

كشفت الولايات المتحدة عن بعض تفاصيل المرحلة الأولى من خطة السلام الأمريكية الجديدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين المعروفة بـ(صفقة القرن).

ومن المقرر أن يعلن صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكبير مستشاريه، جاريد كوشنر، رسمياً عن المرحلة الأولى من الصفقة أثناء المؤتمر الاقتصادي الذي تنظمه واشنطن في المنامة الأسبوع المقبل للتشجيع على الاستثمار في المناطق الفلسطينية، وذلك على الرغم من رفض السلطة الفلسطينية للمؤتمر.

وذكر كوشنر في مقابلتين حصريتين لوكالة (رويترز) قبيل المؤتمر أن الخطة الاقتصادية الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط والتي تحمل تسمية (الاقتصاد أولاً) تقضي باستثمار نحو 50 مليار دولار في الأراضي الفلسطينية ودول جوارها خلال عشر سنوات.

ونقلت الوكالة عن مسؤولين أمريكيين ووثائق رسمية اطلعت عليها تأكيدها أن أكثر من 50% من هذا المبلغ الهائل سيتم إنفاقه في الضفة الغربية وقطاع غزة على مدى عقد، فيما سيتم تقسيم المبلغ المتبقي بين مصر ولبنان والأردن. وستقام بعض المشاريع في شبه جزيرة سيناء المصرية التي يمكن أن تفيد الاستثمارات فيها سكان قطاع غزة المجاور.

وتدعو الخطة لإقامة صندوق استثمار عالمي لدعم اقتصادات الفلسطينيين والدول العربية المجاورة وبناء ممر بتكلفة خمسة مليارات دولار يربط بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وتشمل الخطة 179 مشروعاً للبنية الأساسية وقطاع الأعمال.

كما تقترح الخطة، حسب (رويترز)، تخصيص نحو مليار دولار لتطوير قطاع السياحة الفلسطيني ما يبدو اليوم فكرة غير واقعية، في ضوء المواجهات التي تندلع من حين إلى آخر بين الجيش الإسرائيلي وحركة (حماس) المسيطرة على قطاع غزة والوضع الأمني الهش في الضفة الغربية.

وأكد كوشنر لـ(رويترز) أن إدارة ترامب تأمل في أن تغطي بلدان أخرى، وبالدرجة الأولى دول الخليج، ومستثمرو القطاع الخاصة قدراً ملموساً من الميزانية الهائلة للخطة.

وأبدى كوشنر قناعته بأن خطته ستغير قواعد اللعبة، وقال مخاطباً القادة الفلسطينيين الذين رفضوا الخطة مبدئياً، واعتبروها محاولة لإنهاء طموحاتهم بإقامة دولتهم المستقلة: (أضحك عندما يهاجمون ذلك بوصفها صفقة القرن، وهي ستكون فرصة القرن إذا كانت لديهم الشجاعة للالتزام بها).

وذكر صهر ترامب أن بعض المسؤولين التنفيذيين من قطاع الأعمال الفلسطيني أكدوا مشاركتهم في مؤتمر البحرين، لكن دون الكشف عن أسمائهم، فيما أكدت (رويترز) نقلاً عن ممثلين عن قطاع الأعمال في رام الله أن الأغلبية الساحقة من رجال الأعمال الفلسطينيين لن يحضروا المؤتمر.

من جهة أخرى، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، يوم السبت 23/6/2019، إن المؤامرة الأمريكية تعثرت وتغير اتجاهها.

وتابع قائلاً: (هذا يؤكد أن فلسطين الأرض مسكونة بالتاريخ والتراث والدين، والقدس تمثل الروح لهذا الوجود المقدس، وبالرغم من تراجع الموقف الأمريكي من صفقة القرن إلى ورشة، وربما تصبح وثيقة خارجة عن القانون الدولي والشرعية العربية).

وأكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، أن هدف الوثيقة الاقتصادية الحقيقي هو تجنّب مفاوضات سياسية على أسس الشرعية الدولية، الأمر الذي سيؤدي حتماً إلى طريق مسدود.

وأفاد بأن (على الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي ألا يجربوا حلولا جربت وفشلت عبر السبعين عاماً السابقة، خاصة أنه منذ 29 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 عندما صوتت الجمعية العامة بأغلبية ساحقة على قبول دولة فلسطين على حدود 1967، بعاصمتها القدس الشرقية كعضو مراقب، كان ذلك نهاية لمخطط الاستعمار الذي بدأ بوعد بلفور وحتى هذه اللحظة من خلال صفقة ولدت ميتة).

وأعلنت كل من واشنطن والمنامة في بيان مشترك عقد (ورشة اقتصادية) في المنامة يومي 25 و26 حزيران (يونيو) للتشجيع على الاستثمار في الأراضي الفلسطينية، ما اعتبره مراقبون بمثابة خطوة أولى لتنفيذ خطة السلام الأمريكية للشرق الأوسط المعروفة باسم (صفقة القرن).

وحسب البيت الأبيض فإن مؤتمر المنامة (فرصة محورية لعقد اجتماع بين الحكومات، والمجتمع المدني، وقادة الأعمال، لتبادل الأفكار ومناقشة الاستراتيجيات، وحشد دعم من الاستثمارات الاقتصادية المحتملة، التي يمكن أن تتحقق من خلال اتفاقية سلام).

وأكدت فلسطين مقاطعتها لأعمال هذه (الورشة) ودعت البلدان العربية إلى عدم المشاركة فيها.

العدد 1105 - 01/5/2024