إرهاق الدولة السورية واستنزافها.. أولوية أمريكية.. السوريون ينتظرون إجراءات تخفف همومهم المعيشية

جميع المؤشرات تدل على السلوك الأمريكي المتبع اليوم تجاه المسألة السورية، والذي يتلخص بإبقاء بؤرة مشتعلة في هذه المنطقة، ومعسكر في المنطقة الثانية، وإرهابيين (معتدلين) في الثالثة، وجيش لدولة حليفة لها في المنطقة الرابعة، وهو يهدف إلى تأجيل حسم الأزمة، وإرهاق الدولة السورية، وجيشها وشعبها وقدراتها العسكرية والاقتصادية، تمهيداً لإخضاعها، في عملية تفاوض لاحقة.

الأمر ليس جديداً على السوريين، فقد عانوا العقوبات والحصار والتضييق في فترات ماضية، لكنهم لم يتنازلوا.

صحيح أن الضغط السياسي والاقتصادي اليوم أشد وطأة، وأكثر تأثيراً في مجمل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، لكن تفاؤل جماهير الشعب السوري بقدرة جيشها الوطني وحلفاء سورية على تطهير الأرض السورية من جميع الإرهابيين، وعلى إجبار القوات الأمريكية والتركية على مغادرة التراب السوري، أفشل خطط الأمريكيين لإركاع الدولة السورية، وتظهر الأحداث أكثر فأكثر تنامي الصمود السوري واستمرار المواجهة مع بقايا الإرهابيين، وإصرار الدولة السورية على استكمال استعادة أراضيها.

إن استمرار الصمود السوري في مواجهة سياسة الضغط والحصار والإفقار والتجويع، يتطلب اليوم، أكثر من أي وقت مضى، تفعيل عوامل هذا الصمود، وبالدرجة الأولى الاهتمام بمصالح الكتلة الشعبية الكبرى، التي تعدّ الداعم الرئيسي لجيشنا الوطني رغم معاناتها الشديدة على مدى سنوات الجمر.

وبصراحة نقول هنا: إن أي سياسات اقتصادية تتجاهل وتهمّش أوضاع جماهير شعبنا، التي دفعت الثمن الأغلى، ستؤثر سلبياً في استمرار الصمود السوري، وتصبّ الماء سواء بقصد أو دون قصد في طاحونة أعداء سورية.

ونرى اليوم أكثر من أي وقت مضى، ضرورة التركيز الحكومي على تخفيف معاناة الفئات الفقيرة والمتوسطة، بإجراءات واضحة وشفافة وسريعة، فالأجور تقزمت منذ زمن أمام الارتفاعات المستمرة لأسعار جميع السلع.. وارتفاع سعر القطع الأجنبي يلقي بثقله الحقيقي والوهمي على كاهل الجميع.. ومعضلة المواصلات والتنقل في المدن أصبحت تؤرق المواطنين، والفساد الذي استشرى تحول إلى كابوس مرعب.

السوريون مطالبون اليوم بدعم جيشهم الوطني في مقاومة المخطط الأمريكي الصهيوني لإركاع سورية، وجماهير شعبنا لم تقصّر في هذا الاتجاه.

المواطنون السوريون ينتظرون سياسات وإجراءات حكومية تزيح عن كاهلهم بعض الهموم المعيشية والاجتماعية، وتساعدهم على استمرار تصدّيهم لأعداء سورية.

فلتفعلوا أيها السادة.. ودون إبطاء، وليكن تخفيف هموم الناس أولى الأوليات في عمل الوزراء، فقد آن الأوان لانفراجٍ ما.

العدد 1104 - 24/4/2024