منظمة جبل العرب للحزب الشيوعي السوري الموحد: سورية ستبقى موحدة أرضاً وشعباً

أصدرت اللجنة المنطقية لمنظمة جبل العرب للحزب الشيوعي السوري الموحد بياناً دعت فيه إلى تعزيز السلم الأهلي النسيج الاجتماعي، وشددت على وحدة سورية أرضاً وشعباً، في مواجهة مخاطر الاحتلال والحصار والفساد، وهذا نصّ البيان:

يا أبناء جبل العرب الأشم!

بوعي أبناء المحافظة ويقظتهم، صمدت محافظة السويداء طيلة سنوات الحرب الماضية، وحافظت على نسيجها الاجتماعي وسلمها الأهلي، وكانت عصيّة على الاختراق، وتميّزت بأنها المحافظة الأكثر أماناً، وأصبحت ملاذاً لعشرات الآلاف من الأسر التي وفدت من كل المحافظات، فاحتضنتهم وقدمت لهم المساعدات المادية والعينية والمعنوية.

نحن، كغيرنا من السوريين، نعاني من خطر الاحتلال والحصار والفساد، والغلاء الفاحش لكل المواد الأساسية وخاصة الغذائية منها، وتزداد صعوبة الحصول على لقمة العيش وموارد الطاقة، وتقلّ فرص العمل، وتوقفت التنمية الاقتصادية، خاصة على صعيد الزراعة والصناعة، وازدادت الفوارق الطبقية، وذابت الطبقة الوسطى وباتت الغالبية العظمى من الشعب السوري ترزح تحت خط الفقر.

الخطر على محافظتنا اليوم لا يتجلى فقط بالأعداء الخارجيين، بل أيضاً من قوى ومجاميع داخلية، لها مصالح ضيقة، فئوية ومناطقية وعشائرية، تتدخل في شؤون الناس وتزيد من آلامهم ومعاناتهم، فتعتدي على المواطنين في أشخاصهم وممتلكاتهم، وتلعب على الوتر الطائفي، وتتصرف وتتمادى على حساب مؤسسات الدولة، وتدّعي حماية المحافظة وأهلها، وتتلاعب بمشاعرهم الدينية، وتحدّ من سلطة الدولة، خدمة لأجنداتها الخاصة ومموّليها والمتسترين عليها.

هذه المجموعات المسلحة، بكل مستوياتها، وإن كان البعض منها يبدي الغيرة ويتغنى بمفاهيم الكرامة، إلا أنها عن قصد أو دون قصد، سبّبت الفوضى والفلتان الأمني، واستفاد من ذلك تجار الأزمات والحروب وتجار السلاح والمخدرات.

وراحت بعض هذه المجاميع المسلحة تعبث بأمن المحافظة، قتلاً وخطفاً وخطفاً مضاداً، وتقاضي الفديات، حتى بات أهل المحافظة مهدّدين بلحمتهم الوطنية، وبمنظومة قيمهم الأخلاقية وموروثهم التاريخي، بما فيه من صفحات ناصعة، سطّرها الآباء والأجداد، بدمائهم وعرقهم وحكمتهم وصلابة مواقفهم الوطنية.

في زمن الفوضى هذا، تراجعت هيبة الدولة وانتشر السلاح دون ضوابط، وغاب القانون، وطالت التعديات مؤسسات الدولة بمستوياتها الإدارية والأمنية والصحية والقضائية، مما أثار لدى المواطنين تساؤلات مشروعة حتى الارتياب: أين الدولة؟! وهل يُعقل أنها عاجزة عن محاسبة الخارجين على القانون؟! ولا حتى البتّ قضائياً بكثير من دعاوى الجرائم الموصوفة التي تتراكم ملفاتها في دواوين المحاكم؟ وهل المطلوب عودتنا إلى مفاهيم ما قبل الدولة؟؟

في ظل هذا التراخي للدولة وغيابها، نناشد جميع الشرفاء في المحافظة وكل الفعاليات السياسية والدينية ومنظمات المجتمع المدني، الوقوف على كلمة سواء بيننا، تعزز اللحمة الوطنية وتحافظ على النسيج الاجتماعي، وتفوّت الفرصة على مشعلي الفتنة وعلى كلّ من تسوّل له نفسه المساس بأمن هذه المحافظة وقوت أبنائها، ونطالب الدولة بمؤسساتها المختلفة أن تتحمل المسؤولية الكاملة عن ضبط الأمن وتطبيق القانون ومحاسبة المرتكبين، وبسط الأمان والسلم الاجتماعي، في هذه الظروف العصيبة التي تواجه فيها سورية مجاميع إرهابية متطرفة وجيوشاً أجنبية محتلة، ويتابع جيشنا وشعبنا الحرب من أجل استعادة التراب وتحرير الأرض.

سورية ستبقى موحدة أرضاً وشعباً… ولابد من متابعة النضال على طريق الحل السياسي، وتحقيق طموحات السوريين في دولة المواطنة، الدولة المدنية العلمانية الديمقراطية العادلة.

السويداء_ أوائل أيار 2019

اللجنة المنطقية

العدد 1104 - 24/4/2024