أولى المعلقات لم تكن شعراً.. بل وصفات طبية!!

نجلاء الخضراء: 

بلغ التدوين الطبي لدى الحضارات القديمة ذروته في المعابد، فقد كانت هذه الحضارات تقدس الصحة عبر تعبدهم وايمانهم بالعديد من آلهة الشفاء. ومن أهم آلهة الشفاء إيزيس التي كانت ترعى صحة الشعب عن طريق وصف العلاج اللازم لهم، فقد كانت تزورهم في أحلامهم أثناء نومهم في المعابد، وقد سجل المصريون القدماء واليونانيين أسوة بهم خبراتهم الطبية على جدران المعابد والقبور وأوراق البردي، ويعتبر الوزير أمنحوتب ممن نبغوا في الطب الشعبي، وقد جعل المصريون تمثاله رمزاً لإله الطب.

كانت النظرية السائدة عن الحياة هي أن القوة الحيوية التي تخترق الكون سبب حياة كل الكائنات الحية، يختزن الإنسان هذه القوة في جسمه بناء على استعداده الخاص لاستقبالها وحفظها، لهذا كان علاجهم يعتمد على تدفئة الجسم وتهدئة الأعصاب وكانوا يشحنون الجسم بالقوة الطبيعية للعلاج عن طريق اتباع الصوم وتناول الغذاء الصحي والأعشاب الطبيعية، فيعود لأعضاء الجسم اتزانها ويرجع الجسم لحالته الطبيعية.

كان المريض في اليونان ينام في المعبد حتى يزوره إله الشفاء إسكلوبيوس ويصف له العلاج، وكان من يشفى من أي مرض يكتب الوصفة التي شفي بسببها على لوح ويعلقه على جدران المعبد. كان المريض في المعبد يتبع نظاماً غذائياً خاصاً ويُمنع من تناول الطعام الدسم والنبيذ، وكان يقوم بالاستحمام الساخن اليومي مع التدليك والتبخير وأداء الصلوات الخاصة والغناء، ويقدم الأضحية من الكباش وينام على فراء كبشه.

ومن معبد كوس الإغريقي تعلّم الطبيب الإغريقي أبقراط الذي سمي بأبي الطب الإغريقي، فقد كان يجمع ألواح المرضى ويقوم بدراستها جيداً، ووضع في النهاية قوانينه الشهيرة عن طريق علاج الأمراض بالوسائل الطبية.

وقد استفاد الرومان من حصاد الأدوية لدى اليونان وقدماء المصريين، فانتقلت معارف الحضارات السابقة إلى روما أيضاً.

العدد 1105 - 01/5/2024