الفقر علّة التقدم ومُكبل أيادي المبدعين

وعد حسون نصر:

هو الفقر وهل من علّة غير الفقر؟ عدو الأمم بسعيها للتقدم، الوحش الذي يلتهم طموحنا ليجعل منّا أشباه أحياء عاجزين عن النهوض بفكرنا، عاجزين عن التحليق بإبداعاتنا، فنحن مكسورو الجناح مُكبّلون بقيود الفقر وعوز النهوض، لذا من الطبيعي أن نسعى أفراداً ومجتمعات وأمماً بمنظماتها للتصدي لهذا الطاعون الفتّاك قبل أن يسحق ما بقي من صرح الفكر فينا. ولابدّ من العمل على اقتلاع الفقر من جذوره، بتأمين فرص العمل للشباب وخاصة أصحاب الشهادات العلمية بما يناسب تحصيلهم العلمي، فلا يمكن تأمين العمالة فقط بالمؤتمرات والشعارات، إنما بالعمل الجّاد على تحقيق المساواة بين أفراد المجتمع الواحد سواء من حيث المساواة بين الجنسين، أو من حيث التحصيل العلمي والجهد الفكري والعضلي، ولابدّ من السعي لتعزيز دور المنظمات الإنسانية وخاصةً الشبابية لتنطلق بفعّاليتها الهادفة لتحقيق الرفاه الاجتماعي والنهوض بالجيل نحو تحقيق مطالبهِ بحياة أفضل ومستقبل أكثر عطاء من مستقبل الآباء في زمن تحجيم الفكر وتقييده بعادات بالية، خاصة أننا أمام ثورة العولمة التي جعلت العالم قرية صغير بمجرد لمس محرك البحث.

لذا على المجتمع الدولي والمحلي العمل الجّاد والفعّال لتطوير برنامج العمالة، لتكون من حق الجميع، من أجل القضاء على الفقر في مكامنه والنهوض بالمجتمعات نحو عالم تسوده العدالة الإنسانية من كل جانب، والتي تبدأ أولاً بالمساواة بين الجنسين وتأمين العمل الذي يتناسب مع مؤهلات وقدرات كل شخص، وذلك لتحقيق الاستقرار المادي الذي يضمن للجميع الحياة الكريمة، وليكن يوم 20 شباط من كل عام تقويماً يُذكّر بآلية عمل المجتمع الدولي للقضاء على الفقر، وخاصة في بيوت المسنين الذين تركتهم الحياة دون معيل، فلابد من تخصيص مردود يحقق لهم احتياجاتهم من غذاء ودواء وحتى سكن لمن لا سقف له.

لذلك علينا نحن مجتمعات الشرق وبلدان العالم الثالث كما نوصف أن نُركّز على آلية العمل الجاد للنهوض بمجتمعنا نحو التقدم العلمي والاستقرار المادي وتحقيق الراحة المادية للجميع، وإن كانت ضمن تأمين الأساسيات فقط من مقومات العيش الكريم، لعلّنا نواكب الأمم في طريق سيرها نحو الأفضل.

العدد 1105 - 01/5/2024