تأبين الباحث محمد محفل في مجمع اللغة العربية

بمناسبة مرور أربعين يوماً على رحيله أقام مجمع اللغة العربية بدمشق يوم الأربعاء 13/2/،2019 حفلاً لتأبين الباحث الدكتور محمد محفل، بحضور حشد من الأدباء والمفكرين والمهتمين.

واستعرض رئيس المجمع الدكتور مروان المحاسني، في كلمته، نشاطات الراحل العلمية والتعليمية التي توضح عمق انتمائه إلى وطنه ومساعيه في دراساته لتأكيد أصالة الثقافة العربية وإصراره على الانفتاح المعرفي، لافتاً إلى أن ما نشره من دراسات في المجلات العلمية عن نشأة الصهيونية كان له دور كبير في توضيح العناصر المكونة للفكر الصهيوني.

رئيس جامعة دمشق بيّن أن الراحل محفل أعطى الكثير من علمه ووقته لطلابه وللبحث العلمي في مجال التاريخ والآثار، إضافة إلى تميزه بمعارفه الواسعة وقدراته العلمية الكبيرة وإتقانه لعدد من اللغات القديمة والحديثة.

وأوضح مدير عام الاثار والمتاحف في كلمته أن الثروة المعرفية لدى الراحل لم تقتصر على مجال التاريخ القديم وآثاره فحسب، وإنما جمعت أيضاً التاريخ الكلاسيكي والإسلامي وحتى المعاصر، والأهم من ذلك تمتعه بقيم العالم الجليل كالتواضع والمحبة والعطاء.

وفي كلمة أصدقاء الراحل قال الدكتور زهير ناجي: لا أعد الراحل محفل مؤرّخاً كبيراً فحسب، بل كان أستاذاً كبيراً علّم الناس أجمع، ولا سيما طلابه، ما هو التاريخ وكيف نحافظ عليه وأن يفتشوا عن قوانينه ويبحثوا عن الحقيقة، فاستحق بشرف أن يكون عضو مجمع الخالدين.

ولفت الدكتور عيد مرعي، في كلمة طلاب الراحل، أن الدكتور محفل كان معلماً في تاريخ الإغريق والرومان واللغات الآرامية واللاتينية والإغريقية، وكان هادياً لطلابه في تاريخ سورية القديم، وعملاقاً في نواحي الفكر والتاريخ والتربية، إضافة إلى عبقريته في قراءة الحاضر واستقراء المستقبل.

نجل الراحل فداء محفل أوضح أن والده، قبل أن يكون معلماً وأستاذاً، كان أباً ليس لعائلته فقط بل لجميع من عرفه وتتلمذ على يديه، فكان غنياً بأخلاقه كبيراً بتواضعه يفتخر بعروبته وبسوريته، وعزاؤءنا أنه ترك لوطنه إرثاً ثقافياً ولغوياً كبيراً.

يذكر أن الراحل من مواليد حلب عام 1928 حصل على إجازة في التاريخ وعلى دبلوم في التربية وعلم النفس، أوفد إلى جامعة السوربون في فرنسا لنيل الدكتوراه في التاريخ القديم، فدرس اللغة والتاريخ الآراميين وانتسب إلى معهد اللوفر، لكن السلطات الفرنسية طلبت منه المغادرة عام 1956 بسبب تأييده للثورة الجزائرية.

وتابع الدكتور محفل دراسته في جامعة جنيف في سويسرا، وحاز فيها درجة الدكتوراه في التاريخ القديم كما منحته جامعة الدراسات الإسلامية في كراتشي درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف. عمل أستاذاً في جامعة دمشق لتدريس اللغات الكلاسيكية والآرامية والتاريخ القديم وأستاذاً زائراً في جامعة عمان بالأردن.

أسهم الراحل في تأسيس لجنة كتابة تاريخ العرب، ومجلة دراسات تاريخية في جامعة دمشق، وأشرف على تنظيم ندوات ومؤتمرات سورية وعربية ودولية. انتخب عام 2008 عضواً في مجمع اللغة العربية وحاز عام 2012 وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة.

العدد 1105 - 01/5/2024