الجعفري: الدستور شأن سيادي

أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن الدستور وكل ما يتصل به هو شأن سيادي بحت يقرره السوريون بأنفسهم دون أي تدخل خارجي، داعياً الدول التي دعمت الإرهاب إلى الخروج من حالة الانفصال عن الواقع وأن تدرك أنها لن تحصل بالسياسة على ما لم تحصل عليه بالإرهاب.

وقال الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي يوم الخميس 20/12/2018، حول الحالة في الشرق الأوسط: إن سورية منفتحة على أي مبادرات لمساعدتها في الخروج من الأزمة الحالية، وهي جاهزة للمشاركة الفعالة في أي جهد صادق يهدف إلى الوصول إلى حل سياسي يقرر فيه السوريون وحدهم مستقبلهم وخياراتهم عبر الحوار السوري/السوري وبقيادة سورية وعلى أساس أن الشعب السوري هو صاحب الحق الحصري في تقرير مستقبل بلده دون أي تدخل خارجي وبما يضمن سيادة سورية واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، وهو الأمر الذي أكد عليه القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وكل قرارات مجلس الأمن الثلاثين ذات الصلة بسورية.

وشدد الجعفري على أن نجاح أي مسار سياسي في سورية يتطلب العمل عن كثب مع الدولة السورية والتنسيق المسبق معها حول مختلف الأمور ذات الصلة، كما يتطلب التزاماً دولياً وإرادة سياسية حقيقية لدى الجميع للقضاء على ما تبقى من فلول الإرهابيين بشكل كامل وإنهاء وجود القوات الأجنبية غير الشرعية على الأراضي السورية، والتوقف عن عرقلة الجهود الصادقة التي تبذلها الحكومة السورية بالتعاون مع حلفائها للوصول إلى الحل السياسي المنشود، لافتاً إلى أن سورية وانطلاقاً من مسؤولياتها الوطنية وحفاظاً على مصالح شعبها أبدت تعاوناً والتزاماً كبيرين مع جهود الأمم المتحدة بدءاً بمهمة مبعوثها كوفي عنان مروراً بمهمة الأخضر الإبراهيمي وصولاً إلى مهمة ستافان دي ميستورا، وهي ترحب اليوم بتعيين غير بيدرسن مبعوثاً خاصاً للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية، وتعبر عن استعدادها للعمل والتعاون معه عن كثب.

وأكد الجعفري حرص سورية على أن ترى لجنة مناقشة الدستور الحالي المنبثقة عن مؤتمر الحوار الوطني السوري السوري في سوتشي النور في أقرب وقت ممكن، موضحاً أن الدولة السورية كانت أول من سلم قائمة الأعضاء المدعومين منها وانخرطت بجدية كاملة مع حلفائها للتغلب على العراقيل التي فرضتها بعض الأطراف لتعطيل تشكيلها وحرفها عن مسارها الصحيح والهدف المنشود منها، وبالتالي لا يمكن لأحد أن يشكك في دعم الدولة السورية لهذه العملية أو في التزامها بمخرجات مؤتمر سوتشي.

وأعرب الجعفري عن ترحيب سورية بدور المبعوث الأممي الخاص كميسر لأعمال لجنة مناقشة الدستور الحالي وتأكيدها في الوقت ذاته أنه لا يمكن لأي كان أن ينصب نفسه طرفاً ثالثاً في هذه العملية، وذلك انسجاماً مع ميثاق ومبادئ عمل الأمم المتحدة من حيث الحياد والنزاهة وعدم التدخل في الشؤون التي تكون من صميم السلطان الداخلي لأي دولة عضو.

وجدد الجعفري التأكيد على أن الدستور وكل ما يتصل به هو شأن سيادي بحت يقرره السوريون بأنفسهم دون أي تدخل خارجي ولا يجوز فرض أي شروط أو استنتاجات مسبقة بشأن عمل اللجنة والتوصيات التي يمكن أن تخرج بها، فاللجنة سيدة نفسها وهي التي تقرر ما سيصدر عنها وليس أي دولة أو طرف آخر، ولا يجوز فرض أي مهل أو جداول زمنية مصطنعة فيما يخص عمل اللجنة لأن ذلك ستكون له نتائج عكسية، حيث أن الدستور سيحدد مستقبل سورية لأجيال قادمة.

وفي رده على مندوبي الدول الأعضاء قال الجعفري: لا يجوز إغفال مقدمات الأزمة في سورية والأدوار الخفية التي قامت بها بعض الحكومات وبعضها أعضاء في مجلس الأمن لفبركة هذه الأزمة وخلق ظروف استمرارها وتصاعدها بما يخدم أجندات تلك الحكومات التدخلية لتغيير المشهد الجيوسياسي في منطقتنا، مذكّراً أعضاء المجلس بظهور رئيس وزراء قطر السابق على التلفزيون القطري الرسمي واعترافه بأن قطر والسعودية صرفتا 137 مليار دولار لتخريب سورية بتعليمات من الولايات المتحدة.

العدد 1104 - 24/4/2024