(الدستورية) في بداية العام المقبل.. ترامب انسحب.. وفوّض أردوغان.. والجيش السوري يتحرك شرقاً

الحدث الأبرز خلال الأيام الماضية كان تنفيذ القرار الذي اتخذه ترامب منذ شهور، وهو الانسحاب من سورية.

قبيل الإعلان عن قرار ترامب، صرّحت الخارجية الأمريكية أن الأسبوع القادم سيشهد إما اختراقاً باتجاه الحل السلمي للأزمة السورية، وإما تعقيداً سيحوّلها إلى معضلة.

ما الذي حصل كي تنفّذ الإدارة الأمريكية انسحابها الآن؟ وهل للأمر علاقة بالخطوات المتسارعة لبدء العملية السياسية في سورية، بعد أن اقترب تشكيل اللجنة الدستورية من نهايته؟!

المراقبون السياسيون يرجعون  الانسحاب الأمريكي إلى تهرّب ترامب من وضع محرج.. معقد، فهو مطالب بالحفاظ على التحالف الاستراتيجي مع تركيا أردوغان، المتربصة بشرق سورية، ولجم نفوذ (قسد)، وهو من جهة ثانية ملزم بتنفيذ وعود سابقة للإدارة الأمريكية بتأسيس كيان مستقل عن إدارة الدولة السورية، تتزعمه بعض الفصائل الكردية.

وهكذا وضع ترامب الكرة في ملعب (الخصمين)، لمواجهة إصرار الجيش السوري على استعادة كل شبر من الأرض السورية، وكانت بعض تشكيلاته تحركت شرقاً بهدف حماية التراب السوري من أي عدوان تركي محتمل.

بعد بدء انسحاب الأمريكيين، أعلن أردوغان التريث في اندفاعه شرقاً، كما أعلنت (قسد) أهمية التنسيق مع الجيش السوري بهدف الدفاع عن المنطقة الشرقية، وأبدت استعدادها لتقليص وجودها في الرقة ودير الزور، إفساحاً في المجال أمام توغل الجيش السوري.

روسيا أيدت القرار الأمريكي، واعتبرته خطوة في الاتجاه الصحيح، فوجود الأمريكيين في سورية أساساً غير شرعي، ولا يسهم في حل الأزمة السورية سلمياً.

قرار الانسحاب الأمريكي ترافق مع اجتماع الدول الضامنة لأستانا مع ديمستورا، بهدف الإعلان عن التشكيل النهائي للجنة الدستورية، وتسهيل عقد أول اجتماع لها في بداية العام المقبل.

أخيراً، انسحاب الأمريكيين، من سورية، هل يعني هزيمة المخطط الأمريكي في المنطقة؟

وهل سيلجأ ترامب إلى سيناريو آخر لاستمرار إدارة الشرق الأوسط حسب الإيقاع الأمريكي؟

نعتقد أن مخطط الأمريكيين قريب من الهزيمة، وأن استمرار صمود سورية هو مفتاح مقاومة أي سيناريو يعتمده الأمريكيون مستقبلاً.

المواطنون السوريون مازالوا صامدين خلف جيشهم الوطني، بهدف استعادة كل شبر من الأراض السورية، وتهيئة الظروف الملائمة لبدء العملية السياسية في البلاد، والحفاظ على وحدة البلاد أرضاً وشعباً، والحرص على ألا يحقق الأمريكيون وحلفاؤهم، في التسوية السياسية، ما عجزوا عن تحقيقه عن طريق الغزو الإرهابي، والوجود العسكري في سورية.

بحوارهم الشامل، وتوافقهم على مستقبل بلادهم الديمقراطي العلماني، سيضع المواطنون السوريون نقطة النهاية لمآسيهم.. ونكباتهم.. متطلعين إلى إعمار بلادهم.

العدد 1102 - 03/4/2024