تـركيـا لا تحتـرم اتفـاق سوتـشي.. أستانا11: سيادة سوريـة واستقـلالها ووحدة أراضيهـا ورفض الأجنـدات الانفصالية

مرة أخرى أكدت الدول الضامنة لعملية (أستانا) تمسّكها بسيادة الأراضي السورية واستقلالها ووحدتها، ومرة أخرى تؤكد سورية، بلسان رئيس وفدها إلى أستانا (11)، التزامها بالجهود السياسية لحل الأزمة بشرط التزام بقية الأطراف أيضاً، وخاصة الجانب التركي، الذي تثبت الوقائع عدم تنفيذه ما تعهد به من التزامات بموجب اتفاق سوتشي.

إن احتلال الأراضي وخلق واقع جديد بتغيير المعالم والأسماء السورية، وفرض الأوراق الثبوتية التركية، يدل على أن تركيا غير ملتزمة لا بعملية أستانا ولا باتفاق سوتشي، ويثير شكوكاً جدية بالتزامها بالعملية السلمية برمّتها، وهذا ما دفع الرئيس بوتين للطلب من أردوغان خلال لقائهما في الأرجنتين ضرورة اتخاد إجراءات أشد لتنفيذ اتفاق إدلب.

لقاء أستانا 11 بحث في العديد من القضايا الهامة، وتركز على تدهور الوضع في إدلب، وعدم تنفيذ تركيا والمجموعات الإرهابية بزعامة (النصرة) لبنود اتفاق سوتشي، وخرقها 333 مرة خلال الشهرين الماضيين لاتفاق وقف العمليات العسكرية، وكان آخر هذه الخروقات استهداف المدنيين في حلب بالسلاح الكيميائي، وسكان اللاذقية وحماة بالقذائف الصاروخية التي أدت إلى استشهاد عشرات المواطنين الأبرياء.

رئيس الجانب الروسي أشار بعد انتهاء الجولة الحالية من أستانا إلى قرب الانتهاء من تشكيل اللجنة الدستورية، واستكمال تسمية ممثلي الجانب الثالث الذي يمثل المجتمع المدني، وتفاءل بقرب بدء اللجنة الدستورية لمهامها، حسبما اتُّفق عليه في اجتماع سوتشي السوري- السوري.

المسألة السورية كانت حاضرة أيضاً في قمة العشرين التي عقدت في بيونس أيريس، وخاصة في لقاءات الرئيس بوتين مع كلٍّ من ميركل وأردوغان وآل سعود. ومرة أخرى أيضاَ تؤكد الولايات المتحدة موقفها المحبط.. والمعرقل لجميع الجهود السلمية المبذولة لحل الأزمة السورية، فهي لم تكتفِ بتجاهل دعوتها لحضور (أستانا) كمراقب، بل استمرت مع حليفها أردوغان بالعمل لخلق واقع جديد في منبج وشرقي الفرات، واستمرت أيضاً بتدريب (معتدليها)، بهدف إطالة أمد العمليات العسكرية في سورية، واستنزاف قدرات الجيش السوري، وإحباط أيّ مسعى سلمي جديّ للمسألة السورية.

لقد كان رئيس الوفد السوري إلى أستانا 11 واضحاً في تصريحه حول خروقات تركيا والمجموعات الإرهابية لاتفاق سوتشي، حين أكد أن الاتفاق حول إدلب إذا لم ينفذ بأساليب السياسة سيتم تنفيذه بأساليب أخرى. وبكلمة أخرى فإن سورية لن تتنازل عن حقها في استخدام جميع أشكال المواجهة لاستعادة إدلب إلى حضن الدولة، وطرد الإرهابيين من كل شبر من الأراضي السورية.

وفي الوقت الذي يستمر فيه جيش سورية الوطني في ملاحقة الإرهابيين، ويقترب من الانتصار النهائي على الغزو الفاشي، لم يلمس المواطن السوري حتى اليوم أيّ تحسن حقيقي في وضعه المعيشي والاجتماعي، ولم تتحقق الوعود التي وردت في بيانات الحكومات وتعهداتها، وجاء ارتفاع أسعار الدولار مؤخراً فألهب الأسعار، أما وعود وزارة التجارة الداخلية بكبح الغلاء، فذهبت أدراج الرياح.

كذلك لم تجد الحكومة حتى اليوم أساليب ناجعة لمكافحة الفساد الذي يحبط أي أمل في تحسين الأوضاع المعيشية، مما دعا السيد رئيس الجمهورية خلال ترؤسه اجتماع الحكومة قبل أيام، إلى التأكيد على مهام  الحكومة في هذه المسألة.

ونعتقد أن الحكومة ملزمة بتنفيذ إجراءات نوعية على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، تُشعر المواطن السوري الذي عانى خلال سنوات مواجهة الغزو الصعبة.. والدامية، بتحسين وضعه، فاليأس وفقدان الأمل لدى جماهيرنا مطلب يسعى إليه أعداء سورية وأعداء الشعب السوري.

السوريون مازالوا صامدين خلف جيشهم الوطني ويطمحون إلى سورية الغد الديمقراطية.. العلمانية، عبر حوارهم وتوافقهم هنا، على أرض بلادهم، وهم قادرون.

العدد 1104 - 24/4/2024