لقاء رباعي في تركيا لإحياء الجهود السلمية.. التحالف الدولي يرتكب مجزرة أخرى بحق السوريين

مجزرة أخرى ارتكبها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بحق المواطنين السوريين، إذ أغارت طائراته على قريتين (السوسة) و(البوبدران) في محافظة دير الزور، مما أدى إلى استشهاد 62 مواطناً، وجرح آخرين.

الأمريكيون مازلوا مصرّين في تصريحاتهم على (محاربة) داعش في سورية، لكن واقع الأمر يدلّل على مساعدتهم لفلول الإرهابيين الفارين من نيران الجيش السوري، وإيوائهم ونقلهم إلى أفغانستان، أما غاراتهم المتكررة فلم تحصد إلا المواطنين السورين الأبرياء.

لقد أصبح واضحاً للجميع أن كل تقارب يستجدّ في العلاقة بين ممثلي الحكومة السورية وممثلي الأكراد السوريين تعدّه الولايات المتحدة تهديداً لمخططاتها في سورية، وها هي اليوم تسعى إلى إحياء مخططها القديم الجديد الهادف إلى تشكيل كيان مستقل عن الدولة السورية متحدّيةً، بشكل سافر، خيارات الشعب السوري، وجميع الاتفاقات والقرارات الدولية، وخاصة القرار 2254 الذي يؤكد وحدة سورية أرضاً وشعباً، ومعرقلةً جهود التسوية السياسية للأزمة السورية.

من جهة أخرى تستأنف روسيا جهودها السلمية لحل الوضع المتأزم في إدلب، تنفيذاً لاتفاق سوتشي، والإسراع في فصل إرهابيي النصرة عن المسلحين الآخرين تمهيداً لتصفية الإرهاب وعودة المحافظة إلى حضن الدولة السورية.

وقد أُعلن عن لقاء رباعي في تركيا لقادة روسيا وفرنسا وألمانيا وتركيا في أواخر الشهر الجاري، بهدف حل مسألة إدلب، وإحياء جهود التسوية السياسية، وسيناريو العملية السياسية في سورية، استناداً للتفاهمات الدولية والقرار الأممي 2254 بشكل خاص، وجاءت تصريحات ممثلي الدول المشاركة في هذا اللقاء متسمة بالإيجابية والتفاؤل، وإمكانية المساهمة في عملية إعادة إعمار سورية.

إن اقتراب النصر النهائي على الإرهاب في سورية، وإفشال المخططات الأمريكية في المنطقة، أدى إلى زعزعة التحالف الدولي الذي قادته أمريكا في اتجاهات تخدم امتداد الإرهاب في المنطقة بأسرها، خلال سنوات الأزمة السورية، فقد تراجعت العديد من الدول عن مواقفها، وبدأت بانتهاج سياسات مخالفة لسياسات واشنطن، وأدركت أن تضحيات السوريين في مواجهة الإرهابيين، لجمت تشظي الإرهاب إلى دول المنطقة والعالم، ونعتقد أن المستقبل القريب سيشهد تحولاً أوربياً، وعالميا، باتجاه المساهمة الإيجابية في الجهود الهادفة إلى إنهاء الأزمة السورية عبر الطرق السلمية.

هذه الجهود الدولية رافقها على الصعيد الداخلي حدثان، الأول كان الحراك الشعبي المخالف لما تضمنه المرسوم 16 الخاص بوزارة الأوقاف، الذي عبرت عنه فئات واسعة.. ومتعددة من المواطنين السوريين، ورأت فيه خطوات إلى الوراء في مسيرة شعبنا نحو الديمقراطية والعلمانية، أما الحدث الثاني فهو فتح معبر نصيب بين سورية والأردن، الذي نعتقد بأنه سيلعب دوراً بارزاً في تنشيط الاقتصاد السوري، ويعيد إلى بلادنا دورها المحوري في التجارة العربية.

المواطنون السوريون مازالوا يأملون بتحقيق إنجازات على الصعيد الداخلي، تتّسق مع إنجازات جيشنا الوطني في مواجهته للإرهاب، وتأمين الاستقرار، وخاصة في حل الصعوبات المعيشية والاجتماعية التي أرهقتهم خلال سنوات الجمر.

إن العمل على عودة المهجرين قسراً، إلى بيوتهم، وبذل الجهود الحكومية لتحسين الوضع المعيشي للفئات الفقيرة والمتوسطة عن طريق زيادة الرواتب والأجور، والتدخل الإيجابي في الأسواق ومكافحة الفساد، تأتي في طليعة الإجراءات التي ينتظرها شعبنا اليوم.

العدد 1105 - 01/5/2024