لم ينحنوا يوماً..

السوريون رفضوا في الماضي الهيمنة الأمريكية على الشرق الأوسط، بحجة (ملء الفراغ) ومواجهة (الخطر الشيوعي)، ولم يفرطوا بشبر من أراضيهم عبر (صفقات) منفردة مع العدو الصهيوني، وهم يرفضون اليوم ديمقراطية (تورا بورا) التي ابتدعتها مخيّلات تكفيرية مريضة، ذلك أنهم لم ينتظروا عقوداً من أجل ديمقراطية (إقصائية)، تضخ الدماء من جديد في شرايين الاستئثار.. والتفرّد.

السوريون يناضلون اليوم من أجل إزاحة الغبار عن ديمقراطيةٍ (سورية) منفتحة على الآخر المختلف، ديمقراطية سمحت في خمسينيات القرن الماضي لمناضل وطني مسيحي أن يتبوأ الرئاسة الثانية والثالثة في البلاد، وسمحت لزعيم شيوعي، وآخر ليبرالي، وثالث ديني، بالاختلاف تحت قبة المجلس النيابي، وهذا الاختلاف لم يُعقهم ولم يمنعهم من الالتقاء على حماية الوطن، والدفاع عنه، في وجه المؤامرات الأمريكية والغربية.

السوريون، رغم المآسي التي أدمت قلوبهم، ورغم التهجير القسري، والمعاناة المعيشية والاجتماعية خلال سنوات الجمر، ما زالوا يتطلعون إلى مستقبل بلادهم بتفاؤل، حملتْه وعززته إنجازات جيش سورية الوطني في تصديه للغزو الإرهابي، وهم يستعدّون لاستحقاق إعادة إعمار بلادهم، ويطمحون كما كانوا دائماً إلى ديمقراطية تمثل مصالح الفئات الفقيرة والمتوسطة، التي دفعت الثمن الأغلى في الأزمة وصد الغزو الإرهابي، لا مصالح النخب والأثرياء وأمراء الحروب.

السوريون، كانوا ومازالوا وسيبقون يتطلعون إلى دولة علمانية تستند إلى شعار (الدين لله والوطن للجميع).

معاً من أجل سورية ديمقراطية حقاً…علمانية حقاً.

العدد 1104 - 24/4/2024