جرائم ربع الساعة الأخير

تأبى العقلية الإجرامية للرئيس الأمريكي وإدارته، إلا أن تواصل ارتكاب المجازر حيثما يتسنى لها ذلك، وينطبق الأمر على أتباعها وعلى الذين يعملون بتوجيه منها، وفي المراحل النهائية لمعركة تحرير إدلب من الإرهابيين، لا تجد أمريكاً مخرجاً لإنقاذهم من مصيرهم المحتوم سوى أن توغل أكثر فأكثر في دماء السوريين الأبرياء، فهي تفبرك مسرحية الكيماوي لقتل أكبر عدد ممكن منهم، وتحرك قواها في شرق الفرات، وفي شمال حماة، وفي التنف، وفي غيرها، والهدف الرئيسي هو إشعال الوضع في إدلب ومحيطها، لتهيئة المناخ الدولي الملائم للعدوان الأمريكي- البريطاني- الفرنسي الذي أداته الرئيسية فصائل الإرهاب التي تستعد لمنع الجيش العربي السوري من ممارسة حقه الطبيعي بتحرير إدلب.

 

في القامشلي

وكان آخر هذه الاستعدادات العدوانية والجرائم المرتكبة في هذا المجال حدثان كبيران، أولهما الكمين الغادر الذي نصبته ما يسمى قوات (الأسايش) في القامشلي، والذي وقع ضحيته ثلاثة عشر شهيداً وعدد كبير من الجرحى  من القوات المسلحة السورية، إن الطريقة التي اغتيل بها هؤلاء الجنود تؤكد صحة الاستنتاجات القائلة إن الحادث كان مدبراً ومخططاً له، أما الأهداف فهي واضحة وضوح الشمس، فهناك ضمن القوى الكردية من لا يروق لها التوجهات التي أُطلقت، والتي تنادي بالعودة إلى الوطن السوري الأم وتحت الرايات الوطنية السورية، وهي تطمح إلى تكريس سيطرتها على مناطق شرق الفرات، الأمر الذي لا يمكن أن يتحقق إلا بموافقة أمريكية مسبقة.

إن الجنود السوريين الذين راحوا ضحية هذا المخطط الوضيع والبعيد عن الأخلاق الإنسانية، لن تذهب دماؤهم هدراً، ويجب تشديد النضال ضد المسلك الذي تسلكه بعض الفئات، مبتعدة عن سورية ومتنكرة لها، بأساليب مضللة حيناً وإجرامية حيناً آخر، لكن جميع القوى الشريفة في محافظة الحسكة يقع عليها واجب عدم تمكين المخططين لهذه المجزرة من إيقاع الفتنة ونسف الجسور بين الجماهير العربية والكردية.

 

.. وفي محردة

منذ أيام، ووفق المخطط الإرهابي المدعوم أمريكياً، الذي يعمل على إشعال المدن والبلدات السورية بنيران الحقد الأسود، ارتكبت العصابات الإرهابية جريمة بشعة جديدة بقصف استهدف على المدنيين العزل من أهالي مدينة محردة »في محافظة حماة« راح ضحيته أكثر من عشرة شهداء وكلهم نساء وأطفال، انضموا إلى قافلة الألوف من الشهداء الذي ذهبوا ضحية الإرهاب الأعمى طيلة السنوات السبع العجاف، وسط تساؤلات عن مغزى هذه الحملة واستهدافها للمدنيين الأبرياء.

إن الشعب السوري الذي دفع غالياً ضريبة الدم، في مواجهة الهجوم الإرهابي الشرس، لن ينسى شهداءه أطفالاً ونساء، وستبقى ذكراهم في قلب كل مواطن سوري شريف.

المجد لشهداء محردة!

“النور”

العدد 1105 - 01/5/2024