أمريكا والغرب يتباكون على إرهابيي إدلب.. لماذا لا تأخذونهم؟!

ازداد انتشار (حمّى) القلق على إرهابيي إدلب، بعد حشد الجيش السوري لصنوفٍ من أسلحته بالقرب من المحافظة، وذلك بهدف تحريرها من الإرهابيين ووضع نقطة النهاية لوجودهم على الأرض السورية.

قلق هؤلاء ترافق مع إطلاق شتى أنواع التهديد، فالأمريكيون وشركاؤهم الأوربيون ينتظرون (الدخان الأيبض) لانتهاء تصوير وإخراج مسرحية الكيماوي الجديدة في إدلب، كي يصدروا إيعازاتهم ببدء العدوان المبيّت على سورية، وأردوغان دفع بمزيد من قواته إلى عفرين، في خطوة ل(تخويف) الجيش السوري، أما حكام الخليج فهم أصحاب القلوب الرقيقة، الخائفون دائماً على حياة المواطنين السوريين! لكن أحداً من هؤلاء لم يرفّ له جفن على المجازر الوحشية التي ارتكبها هؤلاء الإرهابيون، وأدت إلى سفك دماء عشرات الألوف من أبناء سورية، وكان آخرها مجزرتهم في مدينة محردة.

(القلقون) على إرهابيي إدلب تناسوا أن جميع القرارات والتفاهمات المتعلقة بالأزمة السورية، أكدت حق الدولة في مكافحة الإرهابيين، بل طالبت هذه القرارات بمساندة سورية في مواجهتها لإرهاب داعش والنصرة، وأكدت على سيادة الدولة ووحدة أراضيها، فما هو مصدر قلق هؤلاء اليوم، وعلى ماذا يخافون؟!

إنهم خائفون وقلقون لأن الجيش السوري بسط سيطرته على 95% من الأرض السورية، وتحرير إدلب يعني، بجميع المقاييس والدلالات، انتصار الدولة السورية النهائي على الإرهاب، وفشل جميع المخططات الأمريكية الخليجية الأردوغانية لإركاع سورية، سورية المحور الرئيسي في مواجهة الأطماع الصهيونية الساعية إلى استباحة المنطقة وشعوبها.

خائفون وقلقون لأن تحرير إدلب من الإرهاب سيؤدي إلى إنهاء المواجهة ضد الإرهابيين وداعميهم، ويوقف نزيف القدرات العسكرية والاقتصادية السورية، ويفتح الآفاق أمام بدء العملية السياسية التي ستضع خاتمة لأزمة أدمت السوريين، وشوهت بلادهم.

القمة الثلاثية في طهران أكدت سيادة الدولة السورية على أراضيها، وحقها في التصدي لإرهابيي النصرة، وأكدت ضرورة الفصل بين النصرة والفصائل المسلحة الأخرى، تجنباً لسفك الدماء، وأكدت أن المفاوضات في إطار العملية السياسية هي الحل الوحيد لإنهاء الأزمة السورية، بما يتوافق مع مؤتمر الحوار في سوتشي، وقرار مجلس الأمن 2254.

لكن البيان الصادر عن القمة الثلاثية لم يتطرق صراحة إلى حق الجيش السوري في تحرير إدلب، بعد أن أفشلت (جبهة النصرة) جميع الجهود المبذولة لتحقيق المصالحات مع الفصائل الأخرى.

قرار تحرير إدلب قرار سيادي سوري، وبقاء الإرهابيين على الأرض السورية يدخل في خانة المستحيل، فالمواطنون السوريون الذين دفعوا أغلى ما لديهم، وواجهوا كل أشكال المعاناة خلال سنوات الجمر، يطمحون اليوم إلى إنهاء أزمتهم، وممارسة حقوقهم السياسية والدستورية في اختيار نظامهم السياسي، والتطلع إلى مستقبل بلادهم الذي يريدونه ديمقراطياً.. علمانياً.

العدد 1105 - 01/5/2024