الحكومة الإلكترونية من أهم إنجازات التكنولوجيا… فهل تتحقق؟

ربطت شبكة الإنترنت أواصر الكرة الأرضية بعضها ببعض، وقربت البعيد وسهلت عملية تبادل الأخبار والمعلومات، و تَجَمُّعٌ ضخم من الشبكات الحاسوبية المتنوعة الكبيرة والصغيرة، وتتصل مع بعضها بطرق مختلفة لتصنع كياناً واحداً عُرِف باسم الإنترنت (Internet)، ولقد تجاوز عدد الحواسيب ومزودات الخدمة في شبكة الإنترنت عشرات الملايين، ولا تزال بازدياد مستمر حتى هذه اللحظة.

 والعامل الأساسي الذي يؤثر في هذا النمو ويجعله سهلاً، هو عدم وجود جهة مالكة لهذه الشبكة. لكن ذلك لا يعني أن هذه الشبكة تقع خارج نطاق السيطرة والمراقبة، فقد شُكِّلت جمعية للإنترنت في عام 1992 وظيفتها تحديد وتعريف الضوابط والمعايير والموافق لاستخدام الإنترنت التي أدت إلى تزايد عدد الأشخاص الذين يستخدمون هذه التقنية يوماً بعد يوم نتيجة للتسهيلات والفوائد التي تقدمها هذه التقنيات للإنسان في جميع المجالات. فهي توفر الوقت وتسهل على الإنسان التواصل والاتصال بالآخرين من دون حدود للزمان أو المكان. وليس التعليم إلا أحد هذه المجالات التي تغلغلت التقنية في جميع أجزائها ووسائلها.

وملأت شبكات التواصل الاجتماعي الدنيا وشغلت الناس، وأصبحت عالماً لا حدود له، وصارت منبراً للأغلبية الصامتة، وأتاحت الفرصة لتبادل الآراء فيما بينهم، وأزالت العوائق والصعوبات التي كانت بين المسؤول والمواطن، وفي إنجاز المعاملات الحكومية بطريقة إلكترونية باستخدام التقنيات الإلكترونية. وأبرز هذه الإنجازات: الحكومة الإلكترونية التي تعمل على تطوير السياسات والقوانين ونشرها وتنفيذها وإيجاد البنية الأساسية التي من شأنها تفعيل تقنية المعلومات والاتصال لإيجاد مجتمع معرفي تتوفر فيه خدمات إلكترونية آمنة، وأكثر فاعلية، وملائمة لفئات المجتمع المختلفة. بحيث يمكن إنجاز هذه الخدمات بأقل وقت وتكلفة ممكنة. ويتم ذلك باستخدام المنافذ الإلكترونية المختلفة. كما تُسخِر الحكومة الإلكترونية تقنية المعلومات والاتصال لتطوير العلاقات مع المواطنين وقطاع الأعمال وبين مختلف الجهات الحكومية.

أما الإدارة الإلكترونية فتوفر فوائد كثيرة وإيجابيات عديدة للحكومة وللقطاع الخاص وللمجتمع، وذلك بهدف توصيل أفضل للخدمات وتوفير تعاملات مطورة للأعمال التجارية والصناعية والسماح للمواطنين بالقيام بأعمالهم من خلال الوصول إلى المعلومات بدقة وفاعلية. ومن جهة أخرى يقوم نظام الحكومة الإلكترونية بتسهيل العمليات الداخلية داخل أقسام الحكومة وتطوير الأداء داخلها أثناء مساعدة مختلف قطاعات المجتمع بهدف الانتفاع من الخدمات الحكومية بأقل التكاليف وأقل جهد إضافة إلى إنجاز المعاملات إلكترونياً. وعادة تمر طلبات الحكومة الإلكترونية بأربع مراحل هي: الوجود والتعامل وإنجاز المعاملات والتحول.

 المرحلة الأولى: تتضمن توفير معلومات في موقع إلكتروني للمواطنين حول الإجراءات التي يتطلب العمل عليها لتوصيل الخدمات المختلفة، وخلق مكان على الشبكة لتزويد المواطنين ورجال الأعمال بالمعلومات التي يحتاجونها.

 المرحلة الثانية: تشمل التعامل بين مقدم الطلب والجهة الحكومية، فيمكن للعميل أن يقوم بعملية تحميل نموذج طلبات الحصول على الخدمات من الموقع، أو مراسلة الجهة عبر البريد الالكتروني، ليتم التفاعل بين الحكومة والمستفيد من الخدمة .

 المرحلة الثالثة: تشمل إجراء المعاملات الإلكترونية وعملية الدفع .

 المرحلة الرابعة والأخيرة: وهي عملية التكامل بين جميع المؤسسات في تقديم الخدمات إلى الأنظمة الإلكترونية. ويمكن للأفراد وقطاع الأعمال الحصول على معاملاتهم أو استلامها مباشرة من مركز استلام الخدمات، وهذا ما يخدم تحقيق الهدف في توفير موقع واحد لجميع الخدمات.

العدد 1107 - 22/5/2024