35 طفلاً.. جمعتهم الموهبة والإبداع ولم تفرقهم السياسة

ما لم تستطع السياسة فعله، فعلته براءة الأطفال. لم تقف العصابات المسلحة في وجه تلاحمهم أو خلق النزاع بينهم، فاجتمعوا خمسة وثلاثين طفلاً وقدموا معرضاً فنياً ضم 150 لوحة فنية مرسومة بالألوان والنحت وخواطر أدبية، وخلقوا جواً من التكافل الاجتماعي والتواصل بينهم وبين أهاليهم في مكان يبعد عن الغزلانية نحو كيلو مترين في جمعية العدالة السكنية التعاونية (بقرحتا).

التقت جريدة (النور) المعلمة (مريم شلش) أمينة سر جمعية العدالة السكنية (بقرحتا) ودار الحوار التالي:

+ كيف بدأت فكرة هذا المعرض الفني للأطفال؟

+ +  مع وجود الفراغ في فصل الصيف، وبحكم ضعف إمكان الحركة بسبب الظروف، وبمحاولة لابتعاد الأطفال عن جو التوتر وإشغالهم بأعمال فنية تفيدهم وتنمي مواهبهم، ولدت الفكرة، ولاقت القبول والتنافس الكبيرين والمشجعين بين أطفال الجمعية السكنية. وقد رأينا أن هذه المهمة هي من المهام التربوية التي تساهم في تحقيق التنمية الاجتماعية والتواصل الاجتماعي ضمن قانون العمل التعاوني السكني وفرضية الحياة، وربط الأفكار بالمواهب بين الأطفال، والذي لا يمكن خروجه إلى النور إلا عبر إقامة معارض دائمة متجددة تنقل التعابير الفنية وتخلق علاقات اجتماعية متينة بين الأطفال والأهل، الأمر الذي يجعل الجمعية تحقق التنمية الاجتماعية إضافة إلى اكتشاف مواهب إبداعية لأطفال كانوا في مدارسهم مبعدين عن الثقافة الفنية وممارسة الفن التشكيلي بأنواعه والفنون التطبيقية وغيرها من الصناعات اليدوية.

+ ما الرابط بين عملك التعليمي والخدمي وبين أفكارك وتوجهاتك الإدارية كأمينة سر جمعية العدالة السكنية؟

+ +  الحياة تكامل، تكامل المكان والزمان، والفكر والثقافة، والأهم الراحة والاطمئنان الذاتي، أي الرضا عن كل ما يقدم من أعمال في حياته، هذا ما كونته أثناء عملي التربوي والإداري، وكذلك في المجال الخدمي بالجمعية. وقد كان التكامل بين العمل التربوي وتسلمي إدارات مدرسية متعددة، والعمل الإسكاني والاجتماعي تراكم خبرة لتعامل مع شرائح اجتماعية مختلفة، الأمر الذي ولَّد القدرة على خلق الروابط والعلاقات، وذلك إيماناً مني بالعمل التعاوني والتشاركي وترسيخ هذا المبدأ ليدخل صلب القرار، ويساهم في النهاية في صناعة القرارات، ومنها كان إقامة المعارض الفنية للأطفال، خاصة أن الفن هو اللغة التعبيرية لمضمون ما يختلج في نفوس الفنانين وأفكارهم، كيف لا وذلك الفن ينبع من الأطفال بصور الزهر والياسمين ويحمل البراءة والطفولة الصادقة؟ فكان اهتمامي بالفن نابعاً من تعلقي بالأعمال التربوية والتوجيهية لمجموعة الأطفال الذين هم أمل الحياة ونموذج التكامل الحقيقي بين الواقع والفن.

+ كيف استطعت دمج الفن بالعمل؟

+ +  للفن مقوماته الخاصة، ولدي أسرة تهتم بالفن، شقيقي فنان تشكيلي (نعيم شلش) وحاز على جوائز عدة، وبالتالي اكتسبت منه روحانية الفن والرغبة الجامحة في تحقيق مستلزمات هذا النوع من الفن، فأنا لا أملك ريشة الفنان ولا أستطيع مزج الألوان، والنحت، إلا أنني أشعر أن الفن في داخلي وهو يحرك مشاعري أمام كل لوحة من لوحات الفنانين، مهما صغرت أو كبرت في قيمتها الفنية. أما اهتمامي بالفن عند الأطفال فقد تجدد بوجود حفيدتي وميولها الفنية، فهي بدأت بالرسم منذ سنواتها الأولى، وقد قمت بمتابعتها وتشجيعها، ما دفعني إلى تفعيل ما في داخلي عندما كنت معلمة صف، ولهذا كان الهدف في جمعيتنا تشجيع المواهب وإقامة معارض للأطفال، على نحو دائم.

+ ما الفئات العمرية المستهدفة في المعرض، وهل تضم جميع المحافظات؟

+ +  ضم المعرض أكثر من 150 لوحة فنية، أما الفئات العمرية فهي ما بين 3 سنوات إلى 13 سنة، وهي تتباين بين لوحة وأخرى في تعاطي الألوان، الأهم أن المعرض ضم قصائد وخواطر إبداعية أدبية لأطفال لم يتجاوزا الثامنة من العمر.

العدد 1105 - 01/5/2024