في اليوم العالمي لمكافحة الإيدز.. هل تخلو أجيالنا القادمة من الإصابات الجديدة؟

أكد الشعار الذي رفعته منظمة الصحة العالمية، في اليوم العالمي لمكافحة الإيدز المصادف في الأول من كانون الأول من كل عام، ضرورة وضع حد لأزمة المعالجة في الشرق الأوسط، والارتقاء بخدمات اختبار فيروس الإيدز والتوعية به، وخدمات التدخلات الوقائية. وتحت عنوان (الاتحاد في مواجهة الإيدز من أجل أجيال خالية من الإصابات الجديدة، خالية من الوصمة والتمييز وخالية من وفيات الإيدز).

تبينت مشكلة الشرق في فجوة المعالجة، إذ يقدم إقليم الشرق الأوسط أقل نسبة تغطية بخدمات الوقاية من العدوى، ليصل عدد المتعايشين مع الفيروس 561 ألف إنسان، ويشهد أسرع معدل زيادة في وباء الإيدز في العالم. ويترتب على هذه الفجوة أن أكثر من 85% من المتعايشين مع فيروس الإيدز في الإقليم ممن يحتاجون إلى المعالجة بالأدوية المضادة للفيروسات القهرية لإنقاذ أرواحهم لا يتلقون تلك المعالجة. ويعود الانخفاض الشديد في هذه النسبة -بحسب ما جاءت به منظمة الصحة العالمية- إلى عزوف الغالبية العظمى من السكان عن إجراء اختبار الإيدز وعلى وجه الخصوص عدم إجراء الاختبار وغياب التوعية بين الأشخاص المعرضين لخطر أكبر للإصابة بفيروس الإيدز، وهم متعاطو المخدرات بالحقن، والرجال ذوو العلاقات الجنسية مع الرجال، وعاملات الجنس.

ويتطلب الوصول إلى نسبة أقل من ذلك إلى العديد من الإجراءات، منها إتاحة خدمات اختبار فيروس الإيدز في المواقع التي يمكن فيها مكافحة سراية فيروس الإيدز، مثل خدمات الرعاية أثناء الحمل، من أجل الوقاية من سراية فيروس الإيدز من الأم للطفل، كما ينبغي توفير خدمات روتينية لاختبار فيروس الإيدز لدى مرضى السل والمصابين بالعدوى المنقولة جنسياً.

وتبرز أهمية الاحتفال في هذا اليوم بحثّ الناس في جميع أنحاء العالم على إذكاء الوعي بوباء الإيدز والعدوى بفيروسه، وإبداء تضامن دولي من أجل التصدي لهذا الوباء.

ومن المقرر أن تعمل منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع الدول وأصحاب القرار لأن تصل إلى تحقيق شعار مستقبلي وهو (نريد أن نقضي على الإيدز قضاءً مبرماً فلا يتسبب في عدوى جديدة ولا تمييز ولا وفيات).

وهذا يعني نداءً موجهاً إلى الحكومات لحثّها على اتخاذ إجراءات فورية. وهو أيضاً طلب يدعو تلك الحكومات إلى الوفاء بالوعود، مثل إعلان أبوجا، ويدعو الحكومات الإفريقية إلى السعي، على الأقلّ، إلى بلوغ الأهداف المتفق عليها فيما يتعلّق بالإنفاق المحلي على الصحة وخدمات مكافحة فيروس الإيدز دعماً لحقوق الإنسان وفي سبيل تحقيق أعلى مستوى ممكن من الرعاية الصحية للجميع.

بالعودة إلى سورية، لننتظر في السنوات القادمة المزيد من الأمراض الوراثية والجنسية، نتيجة ما يحدث حالياً من كوارث إنسانية بشرية، في ظل تراكم وتفاقم الجهل بمفهوم الصحة الإنجابية وزيادة الفقر والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية.. فهل ستتحرك منظمة الصحة العالمية لتدق ناقوس الخطر؟

العدد 1105 - 01/5/2024