لنكن إيجابيين

للحياة تقلبات وتفاوتات وتغيرات كثيرة، منها الجيد ومنها السيئ، أما ما علينا فعله فهو تغيير السلبي إلى إيجابي ولو نظرياً.

فقطع الكهرباء مثلاً ليس سلبياً بالمطلق، وإذا حاولنا رؤية جوانبه الإيجابية نلاحظ تقارب صلات الرحم، إذ صرنا نرى أهلنا ونتحدث معهم، ونسمع جديدهم، ونساعد في حل مشاكلهم، وها قد عدنا لنتكلم مع أصدقائنا مجدداً ولمرات أكثر، لنتذكر الماضي ونتكلم عن الحاضر ونستشعر المستقبل، فيكون لنا تواصل وأحداث غير مكتوبة، بل مسموعة ومرئية..

كم وكم نعاني يومياً من مشاكل المواصلات وعبء الوصول إلى المكان (الهدف)، فلا نحظى بوسيلة مواصلات تأخذنا، بل نقف طويلاً ونمشي كثيراً- هذا من الوجهة السلبية. أما الإيجابية فهي الرياضة، فبدل أن نطلب من السائق الوقوف المتكرر إلى جانب بيوتنا أو أعمالنا، ها نحن أولاء نشد عزمنا لنمشي مسافات طويلة، فيشتد عودنا، وتقوى عضلاتنا، وتتنشط دورتنا الدموية.

أما وقوفنا الطويل جداً والمضني والممل للحصول على ربطة خبز أو جرة غاز فله ميزات وميزات، فها نحن أولاء نتعرف على وجوه جديدة ونسمع منهم مشاكل مختلفة، فنشكر الله على ما نحن عليه، مكتشفين أن مصيبتنا أخف من مصيبة غيرنا، ما عدا أن الوقوف الطويل يعلمنا الصبر، فلا ننال ما نصبو إليه بسهولة. علينا أن نتعب لنحقق طموحاتنا في الحصول على (ربطة خبز) أو (جرة غاز)، إضافة إلى القوة العضلية التي يكتسبها شبابنا مع فخرهم وهم حاملون جرة الغاز الملكة، والتي تجعلهم يشعرون وكأن الحظ والرزق قد دق بابهم..

نعم، للحياة إيجابيات كثيرة.. فتّش عنها فلا بد أن تخترع لك واحدة فتقنع نفسك بها، شاكراً الله ومتأملاً بغدٍ أفضل تعيشه.

العدد 1107 - 22/5/2024