الموسيقي أدهم عزقول: إشكالية الموسيقا العربية بمحليتها

قدم بهدوئه الإيقاع الصاخب، وبنظراته البعد المقامي للموسيقا العربية، وبحركاته الألحان الشجية، فكان الموسيقي أدهم عزقول أحد الموسيقيين الذين أرادوا الالتصاق ببيئتهم وتراثهم، فعدّ الموسيقا إشكالية ثقافية بمحليتها، وكون فرقة الموسيقا العربية

يعمل الفنان أدهم عزقول على إحياء التراث العربي الأصيل بتقديم مقطوعات شرقية لكبار الفنانين والعمالقة في القرن الماضي مثل القصبجي، والسنباطي، وفريد الأطرش، وزكريا أحمد، وعبد الوهاب وغيرهم، بجهد ونشاط منقطع النظير، قد يؤخذ على فرقته بعض المثالب ولكن التطور والجهد واضحان، بدليل أنشطتها المكثفة وعملها الدؤوب في خلق جيل من الأطفال العازفين، الأمر الذي دفعه ليخوض مع طلابه مشاركات في العديد من المسابقات والمهرجانات ونيله الدروع التقديرية والشهادات التكريمية. وعن أعماله الموسيقية والغنائية يقول:(مذ درست الموسيقا على أيدي موسيقيين أساتذة مثل سعيد قطب، مهدي ابراهيم، عمر العقاد، يحيى رجب، كونت ثقافة خاصة في الموشحات والقدود والأدوار، وقوالب التأليف من السماعيات واللونغا والبشارف، وعزفت العديد من الألحان لكبار الموسيقيين في القرن الماضي، أمثال فريد الأطرش، ومحمد القصبجي، وعبد الوهاب، ورياض السنباطي، وزكريا أحمد وغيرهم من العمالقة الكبار، فكان التلحين بالنسبة لي هو عمل جماعي، لذلك قدمت مجموعة من الأغاني الوطنية والأناشيد منها نار وغضب على مقام النهوند، يتخللها خلفيات أغانٍ وطنية أخرى، مثل الأرض بتتكلم عربي وغيرها. وعلى مقام البيات أنا سوري وسورية مهد الأديان. وعلى مقام العجم نشيد شباب الوطن ودور الحب ده على مقام الحجاز، ويا مالي قلبي الغرام على مقام راحة الأرواح. وقد نالت تلك الألحان مراتب الامتياز على مستوى القطر).

وعن علاقة الألحان الغنائية بالفلكلور الشعبي يعلق عزقول:( الإنسان ابن بيئته ومن المعلوم لدى جميع الفنانين والموسيقيين والملحنين أن الفنان يتأثر بمجتمعه وأغاني تراثه، وأنا من جبل العرب الغني بتراثه وألحان عدة، فقد نهل قبلي العمالقة فريد الأطرش، وأسمهان، وفهد بلان، ومازال بعض الملحنين ينهلون منه إلى اليوم، أمثال سعدو الذيب وغيره من الملحنين. وأنا اليوم لابد لي من التأثر بهذا التراث الفني الغني، واستلهام الألحان من روح التراث، ذلك لأن فلكلور جبل العرب المتعدد يحمل بين نغماته جملاً لحنية تسمح للمبدع أن يبني عليه الألحان والجمل الفنية ويستنبط منها الألحان الجميلة). ويضيف في تجديد الموسيقا العربية:( لعلنا اليوم ونحن نعيش مغبة الحداثة التقنية في استخدام الآلات الموسيقية وتعدد المقامات والإيقاعات، والاتصال بالموسيقا الغربية وما تحمله من علم وتقانة في المفاهيم الموسيقية، جعلني أعمل على كسر القوالب الكلاسيكية، وتقديم أعمال تتضمن قوالب تحتوي روح العصر، مع أنني من مشجعي الاستماع والاهتمام بتوثيق وتدوين القوالب القديمة، لكي تبقى في الذاكرة، وننهل من معينها الإبداع. ولكن لابد لنا اليوم أن نستمع إليها بأسلوب المدارس الحديثة، كي تكون الأقرب إلى أذن المستمع والمتلقي بعد ضجيج العولمة وما تحمله من سرعة في التطوير التقني).

يذكر أن الأستاذ أدهم عزقول من مواليد محافظة السويداء قرية قنوات عام ،1976 تخرج في معهد الموسيقا، وألف العديد من القطع الموسيقية في قالب السماعي، ولحن بعض الأدوار والموشحات، إضافة إلى خواطر موسيقية تنم عن حبه للموسيقا.

العدد 1104 - 24/4/2024