مناقشات على صفحات حوارية حول مبادرة الخطيب

شغلت مبادرة معاذ الخطيب معظم صفحات الفيس بوك الشخصية منها والمتخصصة بالحوارات والنقاشات الجدية، فكانت مبادرته بين المؤيد والمعارض والمتوجس، وخاصة في صفحات الشباب الذين وجدوا مساحة في النقاشات أوسع من أي مكان آخر وأكثر حريّة.

يفتتح أحدهم الحوار بالقول إن مباردة الخطيب من نبض الشارع وفرصة للجميع لذلك لن أستطيع إلا أن أؤيدها. وتتابع إحدى الطالبات في معهد العلوم السياسية: إن الحوار جزء أساسي من السياسة، فالسلاح لن يصل بالأطراف إلى طريق واحد (السياسة جزء لايتجزأ من العمل الثوري ويجب خوض غمارها بقوة).

 يخاف البعض من أن تضيع مطالب الأطراف على طاولة الحوار، وأن يضيع الدم الذي هدر من أي كان. فهل ستكون الصفحة الجديدة لسورية التي على الجميع أن يساهم فيها على حساب كل من راحوا، أم سنرى بديلاً يضمن الحقوق ويهدئ قلوب الجميع؟

يقول أحد الشباب لا بدّ أن نتوقف هنا، لا بدّ أن يتوقف نزف الدم، وان نمسك بأيدينا الطريق الذي ينقذ من بقي من أبناء شعبنا وبلدنا. هذا طريق متاح اليوم قد لا نجد طريقاً أخرى في وقت آخر..

تفاوض أم حوار؟ هذا ما يسأله أحد المتحاورين في صفحة الحوار الشبابي. بعضهم يقول خطأ بالترجمة، ربما مقصود بعضهم أن يقول حواراً وبعضهم تفاوضاً؟ ترى أيهما نريد.

قال فورد السفير الأمريكي للمعارضين عند تشكيل ائتلافهم: (يجب عليكم أن تؤثروا على الشعب السوري وقيادته، والعمل على تخفيض سقف مطالبه.. هذا أولاً، ثانياً اليوم يأتي الخطيب ليقول يمكن التفاوض! أليس هذا مطلب تركي بأمر أمريكي)؟

يقول أحد الشبان المؤيدين للحوار: (الفلسطينيون والإسرائيليون تفاوضوا… الإيرلنديون والبريطانيون تفاوضوا.. الرسول وبنو قريش اجتمعوا… الحكومة والإخوان بعد عام 82 تفاوضوا، ووقتذاك أضافوا إلى الدستور أن الرئيس يجب أن يكون مسلماً.. كل العالم يتفاوض.. وإذا فشلت المفاوضات نكمل الطريق).

تقول منال مديرة علاقات عامة:بالنسبة  للمعترضين على مبادرة معاذ الخطيب، من الموالين أو المعارضين، أسأل، أين ترون المشكلة في هذه المبادرة؟  فالهدف الأساسي لا خلاف عليه؟.. ألا يستحق هذا البلد وهذه الدماء التي سالت محاولات جديدة؟ فالحلول العسكرية والتدخل الخارجي مرفوض منا جميعاً، مبادرة الخطيب هي مبادرة إنسانية بالدرجة الأولى، فهو يتصرف بوطنية صرفة، خصوصاً بعد لمسه للمؤامرة المحوكة على الشعب السوري.

ولكن السؤال الأهم : هل يقبل النظام بهذه المبادرة ؟

هذا ما يسأله إياد، ويقول: رغم رفضي للمبادرة لكنّ الشيخ معاذ أثبت أنّه يمتلك من شجاعة التفكير بحل ما، بدل الجلوس والاكتفاء بترديد الشعار والمبادئ مع اللافعل الذي تعانيه المعارضة إلى اليوم… على الأقل يبادر ويحاور ويشاور ولا يخاف من إبداء رأيه… بالنسبة للآخرين: يفضلون الجلوس خلف المسميات العريضة للمطالب الثورية والتعصب لها، حفاظاً على ماء الوجه من أي اتهام، وخوفاً من أي إحراج، مع التركيز على جمع المكتسبات في مساحة آمنة من أي انتقاد… برأيي هذا يشبه إلى حد كبير المتعصبين للدين الذين يركزون على عدم التسامح أو التفكير حتى بمساحات مسموحة لتطبيق الأحكام والواجبات فقط، خوفاً من أن يقعوا في مظلّة مسميات التفسيق والنفاق التي طالما وصفوا بها الآخرين… أنا رافض للمبادرة، لكن لا يمكنني أن أرفض مسح دموع الآلاف من الأمهات والأبناء ممن انتظروا غائباً عنهم شهوراً وحتى سنوات… إذا كان هذا أصلاً قابلاً للتطبيق، وإن وافق النظام على هذه المبادرة وجلس الأطراف على طاولة واحدة..

ترفض مها بشدة الحوار، وتقول بعد كل هؤلاء الشهداء لن نتفاوض مع بعض المعارضة التي لها أجندة خارجية والشريكة في المؤامرة على سورية. كل من يريد الحوار يجب أن يكون داخل سورية وبإرادة سورية تحت سقف الوطن.

آراء كثيرة، منها الداعم ومنها الرافض، لكنها كلها تخشى المزيد من الدماء والتدخلات الأجنبية على حساب الشعب الخاسر الأكبر من كل ما يجري، إن لم تنتقل البلاد إلى حالة أكثر عدالة وقوّة..

العدد 1105 - 01/5/2024