قواسم مشتركة

يختلف الشباب من مجتمع إلى آخر، ومن مدينة إلى أخرى،  ولكن يجمعهم قواسم مشتركة رغم الاختلاف، وهذه القواسم هي بعض الهموم والآلام التي تقف في وجه طموحاتهم التي تحد من تكوين مستقبل نحلم به جميعاً. وللأسف إن أولى هذه الهموم تبدأ من النطاق العائلي، وهم الأهل، فعندما يكون الشباب ضمن أسرة غير مثقفة أو غير متفهمة فسينتج عن ذلك مشاكل نفسية ترافقه من الطفولة، بحيث قد تكون عائقاً في إبعاده عن المجتمع والبيئة التي يريدها أو يتمناها. وتختلف أيضاً حياة ابن الريف عن ابن المدينة بطبيعة العلاقات الاجتماعية وتأثرها بالعادات والتقاليد والأسرة الأكبر.  وهكذا نختلف بين بيئة وأخرى وأسرة وأخرى، لكن القواسم المشتركة التي تربط بين الجميع تبقى البحث عن الأمان، بالعمل والاستقرار. وفي حال عدم توفر العمل وازدياد نسب البطالة والخوف من المستقبل لأي سبب كان، فسيبحث عن مكان آخر أكثر أماناً وبعيداً عن الحروب والنزاعات،  فالمجتمع الآمن تتجلى هموم شبابه في إكمال المراحل الدراسية وإيجاد عمل يحقق الحلم، ويسعى إلى بناء أسرة بالطريقة التي يراها مناسبة، أما هموم الشباب في مجتمع تملؤه الحروب فنلاحظ أن الهم الأول على الإطلاق هو توفير الأمان، لذا نجد بعض الشباب قد اتجهوا للسفر إلى خارج البلد للسعي وراء الأمان ولإيجاد حياة كريمة، وإن صح القول (الهروب) من وضع البلد الذي قد لايكون محتملاً.

 ولاننسى أيضاً تخصيص النساء لتأثرهن الأكبر بكل النزاعات والحروب، ما يؤثر على صحتهن وأولادهن الرضع. لذلك هي المعنية أولاً بالأمان والاستقرار بمجتمع يؤمن العمل ووسائل العيش الآمنة. فإلى يوم نكف فيه عن البحث فقط عن الأمان وتصبح أحلامنا وسع الكون لا بدّ أن نعمل ليل نهار لأجل بلادنا.

العدد 1105 - 01/5/2024