في ختام مهرجان أيام قرطاج السينمائية: الذهب لـ«الزورق» السنغالي… وتكريم خاص للسينمائي المصري الراحل توفيق صالح

انتظمت في العاصمة التونسية (تونس) الدورة ال 24 لمهرجان أيام قرطاج السينمائية ما بين (السادس عشر والرابع والعشرين من الشهر المنصرم).

وقد شاركت سورية في هذه الأيام بفيلم (رياح كانون المبكرة) للمخرج الشاب أحمد الخضر. والفيلم من إنتاج (المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي). ويتناول الفيلم (قضية سرطان الأطفال، ويسلط الضوء على هذه القضية عبر نص عن صداقة طفلين وما فيها من تناقضات، حتى يكتشف إصابة أحدهما بالسرطان، ويغيبه الموت، دون أن يفهم الآخر ما حدث).

حصل فيلم (الزورق) للمخرج السنغالي موسى توري على جائزة (التانيت الذهبي) ضمن مسابقة الأفلام الطويلة للمهرجان. ويروي الفيلم مآسي الهجرة غير الشرعية على متن (زوارق الموت). وتدور أحداثه في قرية صيادين تقع في أحواز العاصمة السنغالية (داكار)، تبحر منها زوارق في رحلات (قاتلة) نحو جزر الكناري الإسبانية، لكنها نادراً ما تنجح في بلوغ وجهتها.

وضمن المسابقة نفسها، أحرز المخرج المغربي فوزي بن سعيدي جائزة (التانيت الفضي) عن فيلم (موت للبيع)، والمخرجة المصرية هالة لطفي جائزة (التانيت البرونزي) عن شريطها (الخروج إلى النهار).

عرض في المسابقات الرسمية وغير الرسمية للأيام 210 أفلام من 34 دولة عربية وإفريقية. وقد شارك في المسابقة الرسمية لهذه الدورة (59 فيلماً 20 طويلاً و23 قصيراً و16 وثائقياً). إذ اشتملت هذه الدورة على ثلاثة مسابقات رسمية هي: مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، ومسابقة الأفلام الروائية القصيرة، ومسابقة الأفلام الوثائقية. وقد أسندت لأول مرة في تاريخ هذه الأيام، جوائز (التانيت) لمسابقتي الأفلام القصيرة والوثائقية.

ومن الأفلام العربية والإفريقية التي شاركت في مسابقة الأفلام الطويلة: (ظل البحر) للمخرج نواف الجناحي من الإمارات، و(عطور الجزائر) لرشيد بلحاج، و(التائب) لمرزاق علواش من الجزائر، و(بعد الموقعة) ليسري نصر الله من مصر، و(رجل شريف) لجان كلود قدسي من لبنان، و(خيول الله) لنبيل عيوش من المغرب، و(لما شفتك) لآن ماري جاسر من فلسطين، و(الجمعة الأخيرة) ليحيى عبدالله من الأردن. إضافة إلى (شبكات العنكبوت) لإبراهيم تورا من مالي، و(اليوم تاري) لآلان غوميس من السنغال، و(فيرجيم مارغريتا) لليشينيو أزيفينو من موزامبيق، و(بور أكي تو دو بام) لبوكاس باسكوال من أنغولا.

أما تونس فقد شاركت في المسابقة الرسمية بثلاثة أفلام طويلة هي: (مملكة النمل) لشوقي الماجري، و(ما نموتش) لنوري بوزيد، و(الأستاذ) لمحمود بن محمود الذي حصل على جائزة أفضل سيناريو.

كما أحرز الأردني علي سليمان جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم (آخر جمعة) للمخرج يحيى العبد الله، والأنغولية سيومارا مورايس جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم (كل شيء على ما يرام) للمخرج بوكاس باسكوال.

وحصل في مسابقة الأفلام القصيرة المخرج المغربي عديل الفاضلي على جائزة (التانيت الذهبي) عن فيلم (حياة قصيرة)، والمخرجان التونسيان طارق الخلادي وسوسن صايا على (التانيت الفضي) عن فيلم (تدافع 9 أبريل 1938)، والرواندية ماري كليمنتين جامبو على (التانيت البرونزي) عن فيلم (ليزا).

أما في مسابقة الأفلام الوثائقية فقد أحرز السنغالي ميليام مباي (التانيت الذهبي) عن فيلم (الرئيس ديا)، والمصري نمر عبد المسيح (التانيت الفضي) عن فيلم (العذراء والأقباط وأنا)، واللبناني وسام شرف (التانيت البرونزي) عن فيلم (كل هذا وأكثر).

وبحسب نص القانون المنظم للمهرجان (ينبغي للأفلام المشاركة في المسابقات الرسمية (..) أن تكون قد أنتجت خلال ال(24 شهراً التي تسبق المهرجان). و(أن يكون مخرجها إفريقياً أو عربياً أو من أصل إفريقي أو من أصل عربي). و(ألا يكون قد تم استغلالها تجارياً ولا ثقافياً في تونس باستثناء الأفلام التونسية).

و(لا يمكن لكل بلد المشاركة بأكثر من فلمين اثنين في كل مسابقة رسمية باستثناء تونس التي يحق لها المشاركة بثلاثة على الأكثر في كل مسابقة رسمية)، بحسب نفس النص الذي يوضح أنه (يتوجب على كل فيلم (..) أن يحمل ترجمة باللغة العربية أو الفرنسية أو الإنكليزية، إضافة إلى لغته الأم).

 

تكريم سينما مالي والسينما الجزائرية ..

كرمت هذه الدورة (سينما مالي) من خلال المخرج سليمان سيسي، أحد رواد النهضة السينمائية الإفريقية، وكان أول أعماله فيلمه (خمسة أيام من العمر) (1972م)، الذي عرض لأول مرة في أيام قرطاج السينمائية، وفيلم (العمل) (1979م) الذي فاز بجائزة (حصان ينينغا الذهبي) للمهرجان الإفريقي للسينما والتلفزيون. وفيلم (النور) (1987م)، الحائز على جائزة لجنة التحكيم خلال مهرجان كان السينمائي العام (1987م). وفيلم (الوقت) (1995م)، الذي رشح للفوز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان (1995م). وفيلم (الفتاة) عام (1974م)، وفيلم (الريح) عام (1982م).

كما كرم المهرجان المخرج المصري الراحل توفيق صالح، الذي هو من أبرز المخرجين المصريين، وأحد أهم مخرجي الواقعية في السينما المصرية، إذ قدم فيلم (درب المهابيل) عام (1955م)، و(المتمردون) عام (1968م)،  و(صراع الأبطال)، فيلم (السيد البلطي) عام (1969م)، و(المخدوعون) عام1972 والفيلم أنتجته (المؤسسة العامة للسينما) في سورية. إلى جانب ذلك كُرّم المخرج التونسي الطيب الوحيشي صاحب (قصة الريح)، و(ظل الأرض)، و(مجنون ليلى)، و(عرس القمر).

كذلك، كرمت في هذه الدورة السينما الجزائرية بمناسبة مرور نصف قرن على استقلال الجزائر، إذ عرض ثمانية عشر فيلماً (9 أفلام طويلة و9 قصيرة) أنتجت في فترات تاريخية مختلفة.

جدير بالذكر أن(أيام قرطاج السينمائية) هي أوّل مهرجان سينمائي دولي في البلدان العربية والإفريقية، وهي الوحيدة التي استمرت دوراتها بانتظام منذ 1966م.

وتهدف الأيام التي تنظمها وزارة الثقافة التونسية، إلى التعريف بالسينما العربية والإفريقية. وهي تعقد مرة كل عامين بالتناوب مع (أيام قرطاج المسرحية) خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر، أو تشرين الثاني/نوفمبر.

وقد ساهمت (أيام قرطاج السينمائية) في اكتشاف المواهب السينمائية الصاعدة في القارة الإفريقية والوطن العربي. ومر عبرها سينمائيون بارزون مثل يوسف شاهين (مصر)، ومحمد ملص (سورية)، ومرزاق علواش (الجزائر)، وسليمان سيسي (مالي)، وعصمان صنبان (السنغال)، وإدريسا ودراغو (بوركينا فاسو)، والنوري بوزيد (تونس). كذلك نشأت في إطار الأيام منظمات وجمعيات سينمائية إقليمية وقارية، مثل (اتحاد النقاد السينمائيين العرب)، و(الاتحاد الإفريقي للسينمائيين)، و(الجامعة الإفريقية للنقد السينمائي).

العدد 1105 - 01/5/2024