على وجه التراب طبعت وجهي…

على وجهِ الترابِ طبعتُ وجهي

ولكن الترابَ لهم… فضاعا

وصرتُ أبحثُ عن ضيا خيالي

ولكنَّ الضياءَ لهمْ فهاما

كطيفكَ في المنامِ أزورُ نفسي.. ولمْ تبق بها الأيام ساحا.. هم علينا.. والأيامُ أيضاً.. ونحن كالعبيد.. شرى.. فباعا.. على وجهِ التراب طبعت وجهي.. فتمحوهُ السماء ومن بناها..؟ قصيدتي لمْ تبتدي فمن أينَ البداية؟ والخرابُ بنا يحيط.. دمار.. صراخ.. كلُّ ما حولي دمار، ذراعٌ تحتَ سقفٍ ساقطٍ.. والدمى منثورة.. وصورة الشيخ الجليل.. الآن مكسورة.. يا طفلة تحت الخراب.. والآه مذعورة.. لا تسألي كيفَ السلام.. فالدمُ نافورة. فلتصرخ كل عيون الأطفال المقلوعة.. فلتصرخ كل الأقدام المقطوعة.. فلتصرخ كل الأفكار المقموعة.. فلتصرخ كل الأرجاء.. لتسقط كل رموز القمع.. ولتسقط كل رموز الاستغلال.. في هذا الوطن الممتد.. من جرحي إلى جرحي.. ولتحيَ الثورة الحمراء.. فالدمُ سيغسلُ وجهَ الأرض المغبَّرة.. وينير دروبَ الأحرار.. ولتصحُ من بعد الغفلة كلّ مشاعرنا.. ولتبقَ حصاراً نضربه حول الأسوار.. فلتحيَ الثورة الحمراء.. في هذا الوطن الممتد.. من جرحي إلى جرحي!

العدد 1105 - 01/5/2024