ماذا عن ضمان أمنهم..؟ خمسة ملايين تلميذ سيتوجهون الأسبوع القادم إلى مدارسهم

يستعد أكثر من خمسة ملايين تلميذ للتوجه إلى المدارس يوم الأحد القادم، وسط مؤشرَيْن اثنين يعرقلان العملية التربوية والتعليمية، ولم توجد لهما الحلول المناسبة الكفيلة بضمان سير هذه العملية كما هو مطلوب.

المؤشر الأول هو وجود عدد كبير من المدارس خارج الخدمة، نتيجة تعرضها للتخريب والتدمير، أو لوجود الأسر المتضررة التي أرغمتها ظروف الأزمة إلى اللجوء إلى هذه المدارس كمكان آمن مؤقتاً، وما زال عدد من هذه المدارس مشغولاً لغاية هذا الأسبوع (دمشق أنموذجاً) نظراً لعدم توفر البديل المتاح لهذه الأسر.

المؤشر الثاني يتعلق بالغلاء الهائل والكبير لأسعار المستلزمات المدرسية، من ثياب وقرطاسية وغيرها، وخيراً فعلت وزارة التربية بطلبها من مديري المدارس عدم التشدد في اللباس المدرسي، وقبول ما هو متاح وممكن، أي القبول بالأمر الواقع، وعدم إرهاق الأهالي بمتطلبات جديدة. ونتمنى ألا يُساء استخدام هذا التعميم، ليكون تخلياً عن توحيد اللباس المدرسي، وأن يبقى في سياقه الطبيعي ليكون عاملاً مساعداً للأسر والتلاميذ، فالغاية هي استمرار العملية التربوية، وضمان انطلاقة اعتيادية لها.

تبقى المشكلة الأساسية التي لابد من التساؤل حولها، وهي المتعلقة بضمان أمن التلاميذ والمدارس، وتوفير الحماية لهم، لاسيما في بعض المناطق التي تتزايد فيها أعمال العنف، ويكثر المسلحون، وتشهد أعمالاً مسلحة؟ كما لابد من سؤال وزير التربية ماوضع المدارس التي لايمكن افتتاحها خاصة في المناطق التي لايمكن للمدرسين الوصول إليها؟

العام الدراسي أحد التحديات الكبيرة التي تواجه البلاد، واستحقاق مهم ومصيري، نتمنى أن يكون عاملاً إضافياً يساعد على الحوار، من أجل ضمان مستقبل آمن لسورية وأبنائها، وأن يرى معظم الأطراف في بداية العام الدراسي سبباً رئيسياً للتوقف عن القتل والعنف، وإفساح المجال لصوت العقل أن يتحدث.

العدد 1105 - 01/5/2024