آفاق الحل السياسي.. عدوان عسكري وتصعيد الإرهاب

عقد أواخر أيلول مؤتمران في دمشق، عشية الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة. وترافقت هذه الأحداث بتصعيد العمليات الإرهابية، وتدفق الجماعات التكفيرية والوهابية عبر الحدود إلى مدينة حلب وريفها خاصة وباقي المدن السورية.

أطلق على المؤتمر الأول (مؤتمر الإنقاذ)، وضمّ نحو عشرين تنظيماً وتياراً سياسياً. وطالب هذا المؤتمر بعقد مؤتمر دولي حول سورية، وأن يتبنّى الأخضر الإبراهيمي هذا المطلب.

وهناك محاولات من هيئة التنسيق الوطنية وحلفائها، لتدويل الأزمة السورية، وذلك بالمطالبة بعقد مؤتمر دولي، بينما المطلوب أن يكون الحل بيد الشعب السوري والقوى الوطنية والتقدمية والديمقراطية السورية، وكان رفع شعار (إسقاط النظام بكل رموزه ومرتكزاته) من قبل المعارضة التي تطالب بالديمقراطية شكلاً من أشكال الإقصاء والإعلان عن نوايا الانفراد بالسلطة ورفض الحوار مبدأ أساسياً للوصول إلى حلول ديمقراطية للأزمة السورية بعيداً عن القسر والاحتكار السياسي  وممارسة الاستبداد المرفوض من قبل جميع القوى الوطنية في (المعارضة والموالاة).

وانعقد المؤتمر الثاني تحت عنوان (المعارضة الوطنية على خط التغيير السلمي). وصدر عنه وثيقة (خريطة طريق). ووجه المؤتمرون رسالة إلى مجلس الأمن يدعونه إلى النهوض بمسؤوليته التاريخية. والدعوة إلى مؤتمر معارضة موحد، وطاولة حوار وطني شامل.

ونرى في الحزب الشيوعي السوري (الموحد)، أن الحل السياسي الشامل للأزمة السورية المعقدة، هو تشكيل لجنة تحضيرية لعقد مؤتمر وطني واسع وشامل، يضم تحت سقفه القوى الوطنية السورية التي تمثل الطيف الوطني وكل من يقف ضد التدخل الخارجي في الشؤون السورية الداخلية، وضد القتل والعنف، ومع وقف نزيف الدم، ومع وحدة الوطن وسيادته وقراره المستقل، وذلك لوضع خريطة طريق سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية للمرحلة القادمة. وجعل الحوار الوطني الديمقراطي والشفافية، الأساس الموضوعي لمناقشة جميع المسائل الوطنية وقضايا المواطنين الحياتية، وإصلاح ما خربته الحرب الدائرة منذ عام ونصف، والقضاء على الإرهاب وغيرها .

وفي موازاة ما يجري في الداخل السوري وفي المنطقة، عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعها السنوي. ولم تجرِ تغيرات جوهرية على الانقسام الدولي والتحالفات الدولية، رغم الدور الإيجابي لروسيا والصين ومجموعة (البريكس). وأيدت إيران الموقف المصري في(وقف العنف، رفض التدخل الأجنبي، الحفاظ على وحدة البلاد أرضاً وشعباً، صيانة الوحدة السياسية – كيلا تصبح سورية كلبنان والعراق). ورأت إيران أن الحل الأمثل يكون في جلوس(السلطة السورية والمعارضة) إلى طاولة الحوار. بينما السعودية لا تزال تعمل على إفشال الحل السياسي السلمي. والتقى موقف (بان كي مون) مع الموقف السعودي، وأعلن من على منصَّة الجمعية العامة (أن المسألة السورية باتت تهدد الأمن والسلم الإقليميين والدوليين).

ولايزال الإرهابيون والتكفيريون يتوافدون من المعابر الحدودية، ويستمر السعوديون والقطريون والأتراك، في تمويلهم بالمال والسلاح والتدريب، ويأتمرون بأوامر وتوجيهات أمريكية وإسرائيلية وأوربية. وتدفع دول (أوربية وعربية) باتجاه تدخل عسكري عدواني ضد الشعب السوري. وهذا ما عبر عنه(المحروس القطري) الذي دعا إلى تدخل عسكري عربي في سورية.

إن المخطط (القديم – الجديد) يقضي بأن توفّر الولايات المتحدة وفرنسا، غطاء جوياً لوحدات تدخل عسكرية عربية، بغطاء من الجامعة العربية ومؤسسات دولية، بهدف تدمير القوة العسكرية السورية، وإشعال فتن دموية وتفكيك وحدة الأرض السورية.

إن الشعب السوري كان ولا يزال يمتلك القدرة والشجاعة على إفشال المؤامرة الدولية.. وقادر أن يقرر مصيره بنفسه.. وأن سورية تملك رصيداً كبيراً من الدول الصديقة. وأن شعوب المنطقة تُدين الإرهاب،  وتناصر شعبنا وتؤيد قضايانا العادلة.

العدد 1104 - 24/4/2024