أحزاب شيوعية عربية وقوى تقدمية تدين العدوان

الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية في المغرب

يتابع الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية بقلق بالغ تطورات الأحداث في سورية  والمنطقة المحيطة بها، خاصة ما يتعلق بتهديد عدد من الدول الغربية بتوجيه ضربات عسكرية لهذا البلد، إذ  يعبر الديوان السياسي عن رفضه المطلق، المبني على موقف مبدئي ثابت، لأي تدخل عسكري،  معرباً عن يقينه بأن ذلك لن يكون من شأنه إلا زيادة تأزيم أوضاع الشعب السوري، وشعوب المنطقة برمتها، وإلحاق مزيد من الخراب والدمار، وتقويض ما لا يزال متوفراً من فرص الحل السياسي للأزمة القائمة.

وإذ يحذر الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية من العواقب الوخيمة لأي ضربات من هذا النوع، مهما كانت مبرراتها وذرائعها، وبصرف النظر عن مداها ومدتها، يذكّر بأن التدخلات العسكرية والخيارات الحربية لم يسبق أن أدت إلى معالجة حقيقية لأزمات مشابهة، بل على العكس من ذلك تماماً فتحت الباب،  على مصراعيه، أمام قوى أجنبية لمصادرة حقوق الشعوب واستنزاف خيراتها، وحولت الصراعات السياسية في البلدان المعنية إلى مستنقعات كارثية، وأفرزت مآسي وويلات اكتوت بنيرانها لا الشعوب والبلدان ضحية هذه التدخلات فقط، بل وامتدت لجهات بأكملها، وأثرت سلباً على الأوضاع الدولية قاطبة.

وفي السياق ذاته، لا يسع الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية إلا أن يعبر عن إدانته التامة، واستنكاره الشديد، لأي استعمال للأسلحة الكيماوية، المحظورة دولياً.

إن الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية يشدد على أن الطريق الأنجع لحل الأزمة السورية، العميقة والمعقدة، يمر، بالضرورة، عبر احترام إرادة الشعب السوري في بناء دولته الديمقراطية، التي تصان فيها الحقوق الإنسانية، وينعم فيها المواطنات والمواطنون بالحرية والكرامة، في كنف السلم والاستقرار و في ظل الحفاظ على وحدة البلاد الترابية وسيادتها الوطنية.

الرباط، في 28 آب 2013 

 

الشيوعي العراقي

أصبح توجيه ضربة عسكرية (محدودة) إلى سورية خلال الأيام المقبلة، أمراً محسوماً كما يبدو، بعد أن أعلن الرئيس أوباما قراره في هذا الشأن، وأحاله إلى الكونغرس لاستحصال موافقته، وهي غير ملزمة له. على هذا فالحرب وشيكة، وستحمل مزيداً من المآسي للشعب السوري الشقيق، وتفاقم آلامه ومعاناته.

إننا ونحن ندين اللجوء إلى العدوان والهجمات المسلحة والحرب كوسائل لحسم النزاعات، نشير إلى أن تلويح الولايات المتحدة وعواصم أخرى مشدودة إليها، بتوجيه ضربة عسكرية إلى سورية، بذريعة استخدامها السلاح الكيميائي، يمثل انتهاكاً للشرعية الدولية، ولقوانين وقواعد حقوق الإنسان.

إن قوى السلام والديمقراطية في العالم لا تزال، في رأينا، قادرة على لجم العدوان عن طريق تشديد حملاتها المناهضة للحرب، وتصعيد ضغطها الشعبي.. إننا إذ نؤكد تضامننا مع الشعب السوري، ومساندتنا لنضاله من أجل حقه في اختيار النظام الذي يشاء، ونشدد على حقيقة أن لا حل عسكرياً للأزمة في سورية، ولا بديل عن تأمين حوار متكافئ بين أطرافها المختلفة، عبر التعجيل بعقد مؤتمر جنيف 2.

المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي

1 أيلول 2013

 

 الحركة التقدمية الكويتية

تتابع اللجنة المركزية للحركة التقدمية الكويتية ببالغ القلق الأخبار المتواترة عن التحضيرات الجارية لقيام الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة التدخل العسكري الأجنبي في سورية. وهو تدخل إمبريالي عدواني يتعارض تمام التعارض مع القانون الدولي، ناهيك بأنّ مثل هذا التدخل العسكري الأجنبي سيلحق أفدح الضرر بالشعب السوري نفسه وبنضاله من أجل الحرية والديمقراطية، الذي لا يمكن أن ينفصل بحال من الأحوال عن تمسكه الثابت طوال تاريخه بالاستقلال الوطني لبلاده والذود عن سيادتها ووحدة أراضيها.

إنّ الهدف الرئيسي لهذا التدخل العسكري الأجنبي هو بسط الهيمنة الأمريكية على منطقتنا العربية بأكملها؛ وفرض ترتيبات جديدة عليها تخدم بالأساس مصالح الإمبريالية الأمريكية والعدو الصهيوني، وبضمن ذلك ضمان التفوق العسكري الإسرائيلي الكامل بعد تفتيت دول المنطقة وتحطيم قدراتها.

وإضافة إلى كل ما سبق فإنّ لدينا خشية مبررة من أن يؤدي التدخل العسكري الإمبريالي العدواني في سورية إلى إشعال نيران الحرب في المنطقة كلها، مع ما يترتب على ذلك من تداعيات خطرة ونتائج كارثية ستتجاوز الحدود السورية… وفي هذا السياق وانطلاقاً من موقفنا الوطني وحرصنا على استقرار الكويت وأمنها وسيادتها، فإنّنا في الحركة التقدمية الكويتية نخشى أن تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية التسهيلات العسكرية المقدمة لها في الكويت لشن عملياتها الحربية، ما سيجرّ بلادنا بالضد من مصلحتها وإرادتها إلى أن تكون هدفاً لعمليات حربية مضادة أو أعمال انتقامية عندما يتسع نطاق المواجهة.

الكويت في 4 سبتمبر/أيلول 2013

العدد 1105 - 01/5/2024