(أصدقاء) الشعب السوري.. أعداء غزة وفلسطين

لم يكن مفاجئاً ما أسفر عنه تحالف نتنياهو وليبرمان، فعندما يتلاقى مشعلو الحروب وأعداء السلام، فلن يكون إلاّ بهدف التحضير لمجازر جديدة ضد الشعب الفلسطيني. وهذا ما حصل في عدوان الكيان العنصري على قطاع غزة المحاصر براً وبحراً وجواً. فقذائف الطائرات الإسرائيلية أحرقت البيوت، وقتلت الأطفال والنساء، وسقط حتى نهاية اليوم الرابع للعدوان 72 شهيداً وأكثر من 580 جريحاً. لكن (مشوارهم) إلى غزة الصامدة، كان كمشوارهم إلى الجنوب اللبناني عام ،2006 إذ تحول إلى كابوس مرعب، دفع حتى بوزرائهم في تل أبيب والقدس المحتلة إلى الملاجئ.فقد أمطرت المقاومة الفلسطينية مدن العدو الإسرائيلي بمئات الصواريخ التي لم تحمل الديناميت فقط، بل حملت الألم والحرقة والغضب المتراكم منذ حطت طلائع السرايا الصهيونية قدمها في أراضي فلسطين في ثلاثينيات القرن المنصرم.

وما كان للكيان العنصري أن يقدم على مغامرته هذه لولا الدعم غير المحدود الذي تقدمه قلعة الإمبريالية العالمية وشركاؤها الأوربيون لسياساته العدوانية التوسعية. فلم يستغرق الأمر أكثر من ساعات بعد بدء العدوان الهمجي على غزة، حتى أبدى أوباما متزعم جوقة (أصدقاء) سورية، تضامنه مع الدولة العبرية وعداءه للشعب الفلسطيني ولجميع الشعوب العربية. وأعلن تفهمه وتأييده لأهداف العدوان على غزة، في الوقت الذي كان يحذر فيه من انضمام فلسطين إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة بصفة عضو مراقب. ويعلن في تصريح استباقي رفضه الوجود الفلسطيني في الندوة الأممية.

أما (إخواننا) في العروبة، وبعضهم أعضاء جوقة (أصدقاء) سورية، فقد لجؤوا -كعادتهم- إلى طاولة الاجتماع في مبنى الجامعة (الخليجية)، واستعرضوا قدرتهم على الخطابة، وتحول (طواويسهم) الذين كانوا (يتفاصحون) على سورية وشعبها، ويسعون إلى زعزعة استقرارها وأمنها ووجودها، إلى (نعاجٍ) عديمة الحيلة، في موقف أقرب إلى التواطؤ منه إلى محاولات التهدئة، فلم يتجرأ من فتح لصناع العدوان على غزة السفارات على إغلاقها..ولم يرسلوا قوافل السلاح والعتاد و(الجهاديين) إلى المحاصرين في غزة مثلما فعلوا ويفعلون على (المسرح) السوري. ولم يطالبوا بردع إسرائيل تحت طائلة البند السابع..ولم يستخدموا سلاح النفط والغاز لإجبار العالم على الاعتراف بالحقوق الوطنية المشروعة لأبناء فلسطين.

تحية من القلب إلى شجعان غزة الأبطال، فصمودهم في ظل تخاذل الكثيرين، قد يعيد الوعي إلى رؤوس بعض العرب، ويقدم الدليل على تورط بعضهم الآخر في تنفيذ المخطط القديم.. الجديد.

العدد 1107 - 22/5/2024